Friday, August 22, 2008

هوية بلا هوية


حريق مجلس الشورى .. اتصالات اصدقائي يخبرونني فيه بكل سعادة بأخر تطورات الحريق .... فقط يتمنوا ان كان الاعضاء بداخله لكان اكثر فعالية
على افواههم تتناثر كلمات مثل : هو صحيح بفلوسنا بس يلا فى داهية .. يا رب مجلس الشعب و الوزراء بالمرة .... يا سلام لو كانت الحريقة وقت الجلسة
انا نفسى لا انكر انى قد فرحت .. احسست بأن النيران هي صورة للنيران المتأججه فى صدور معظم المصريين تجاه مجلس الشورى المزعوم
فى محاضرة الماجستير التى تضم طوائف عدة من ممثلى الشعب ... حديثي التخرج امثالى .. مديرى شركات ... ضباط جيش برتب كبيرة .. ضابط امن دولة فى مكافحة الارهاب .. نتناقش فيما حدث
يحاول الدكتور اقناعنا بأن البلد لسه بخير و فيه فرص عمل متوافرة لمن يريد .. اجدني احتد فى الدفاع عن وجهة نظرى بأنه حتى لو وجدت فرص العمل المزعومة تلك فأن العائد منها لا يغني و لا يسمن من جوع فى ظل هذا التضخم الذي يلتهم كل شئ ... اسأله لماذا ينزح كل شباب الخريجين الى الخارج اذن ؟ ما دامت الحياة وردية الى حد ما كما يرى ... يجيب بأن وهم المعيشة فى الخارج افضل لا زال محلق فى الرؤوس .. اعارضه بأنه لا احد يريد ان يترك بلده الا اذا تأكد انه اذا استمر فيها بأن الباقي من ادميته سيتم دهسه تحت اقدام البشوات الجدد .. يتكلم عن الطبقة المتوسطة المزعومة .. اجيبه بانها لم تعد توجد الا فى خيالنا بعدما حدث لها توسع شديد من فترة بعد الثورة الى اوائل الثمانينات ... عادت و بدأت فى الانقراض الاغلبية يتم نزوحها الى طبقة الفقراء و ما تحت خط الفقر ... و الندرة تحاول ان تستفيد بالوضع القائم و تبقى بصعوبة فى تلك الطبقة ..... اسأله ماذا تفعل فرصه عمل ب 300 جنيه شهريا لشاب فى مقتبل حياته يريد ان يتزوج و يبدأ حياته
يحادثني احد اصدقائي بأن مدير القسم فى الشركة المالتى ناشيونال قد رفض السي في الخاصة بي رغم موافقتى على كل شروط العمل المجحفة بسبب بيع الشركة و احتياجهم الى صيدلى فى قسم التحليل بعقد مؤقت و بلا تامين او بونص او غيره و مواعيد عمل يتم النزول فيها فى الاجازات .. اوافق على كل هذا .. ليجئ و يخبرني بأنه يرفض تشغيل الفتيات
اضحك حتى الثمالة ... و ادعي من قلبي يا رب قلل من المدة التي لا زلت سأقضيها فى هذا البلد
اصبحت لا اريده حقا
و لا اريد تلك الهوية
الهوية ....... انسانة بلا عنوان
هكذا افضل

Sunday, August 17, 2008

حكمة تجول بخاطرى هذه الايام


حكمة قالها لى احدهم ذات مرة
*******
اذا تعرضت للاغتصاب
*
فـــقاوم
فـأن لم تستطع
*
فتمتع
***************
تعالت الاصوات بأن هذه المقولة
تتدني الى مستوى كبير من الانحطاط
:)
هذا اذا ما تم اتخاذ المعني القريب هو الشاهد منها
و لكني أرى ان الاغتصاب هنا كناية عن اسوأ ما يمكن حدوثه للانسان
ففي اسوأ الظروف التي يمكن ان تقع عليك فى حياتك
اذا لم تستطع مقاومتها فضلا عن تغييرها
فتمتع بما يحمله القدر لك
من اوقات عصيبة لابد ان تتعايش معها
لحظة بلحظة
الى ان يقضى الله امرا كان مفعولا
*************
لم اكن اريد شرحها فى البداية
حيث انني اكره الضغط على فهم القارئ بتوجيهه
لوجهة نظرى الخاصة
و لكن لا بأس هذه المرة
و لتكن الاخيرة
تحياتي للجميع

Friday, August 15, 2008

محاولة لممارسة الفعل: أحيا

كنت أنوى ان اكتب عن محمود درويش و ناجي العلى رحمهما الله

و لكن أجلت الموضوع قليلا .. و لا تسألوا عن السبب

مر الان حوالى 3 شهور منذ الاستقالة ... أعمل مؤقتا فى صيدلية احدي اعز اصدقائي ثلاثة ايام فى الاسبوع احاول الا اجد بابا الا و اطرقه فى موضوع البحث عن شركات للادوية تقبل عملى فيها داخل المصنع و خصوصا بعدما وضعت عنوان الرسالة مع الدكتور المشرف الى يفترض ان يتم تطبيقها على قسم الكوالتى كنترول باحد مصانع الدواء... مشرف الرسالة دكتور عبد الحميد جعفر احترمه كثيرا رغم انى اختلف عنه فى بعض وجهات النظر فى الناحية الحياتية الا انه يجبرني على احترامه بسعة علمه .. كان لواء بالفنية العسكرية قبل تقاعده

مممم .. ماذا افعل الان بجانب امتحانات الماستر امتحنت مادتين و باقي ثلاثة سيتم امتحانهم ان شاء الرحمن قبل رمضان ... بجواري على المكتب مرجع للاحصاء كانت اختى تدرس فيه فى كلية التجارة ... احتاج لدراسة الاحصاء بتمعن حيث ان معظم الرسالة يعتمد عليها بجانب كتب الالماني حيث اننى بدأت منذ عدة اسابيع ان احاول استعادة مهارتي البسيطة فى اللغة الالمانية و الزيادة عليها ان استطعت ... و ايضا اعمل كالمناضلين على التعامل مع برنامج ميني تاب للرسم البياني الاحصاء لدرجة انى بدأت اشك باصابتي بالعته المنغولى بسببه .. و للاسف سأنزل مع ابي فى الفترة القادمة لاستعادة خبرات القيادة و ليرحمني الله من يد ابي الطائشة

لا يسألني أحد عن كتب الثقافة العامة ... فلم اكمل الكتابين اللذين استعرتهما من مكتبة المعادي منذ شهر الى الان ... اشعر اننى فى فترة لا مجال للثقافة البحته فيها .. اكتفي بما اقرؤه من مقالات توشك على اصابتي بالضغط و ضيق التنفس المزمن فى الجرائد اليومية على النت... اتخذت قراري منذ فترة على الا تكون معيشتى فى مصر نهائية مصممة انا و هو على ان تقل مدة حياتنا في مصر الى اقصر فترة ممكنة لذلك فسأتخذ من فترة الكمون التى اعيشها الان مرحلة لتقوية نقاط ضعفي الى اقصى حد استطيعه.... اشعر بأني لا احتمل هذه الحياة هنا .. لا تعامل هنا بأن يحترموا انسانيتك و لكن باستغلال اى فرصه لتشويه الانسان داخلك ... ارفض ان يعيش اولادي الذين هم في علم الغيب فى بلد تعشش فيه رائحة الفساد كرائحة الموت في المقابر

ربما تحسنت حالتى النفسية قليلا عن الفترة الماضية لا ادري ما السبب ... ربما بسبب تلك الايام الروحية التى احاول الا اهدرها عبثا من قراءة قران و زيادة استغفار .. لربما بسبب محاولة تأهيلى نفسيا للاستعداد لرمضان لكيلا اشعره يتسرب من بين اناملى كرمضان الماضى

تعلمت فى هذه الفترة رغما عن انفى معني كلمة الصبر عند البلاء ... كنت ارددها كثيرا و لكني اكتشف كل يوم كم كنت حمقاء فى اليوم الماضى ... لربما اوهم نفسي بأني اعرف ما تعنيه الكلمة من كثرة ترديدها و لكن عن بدء ممارستها عمليا .. تشعر و كأنك تلميذ بليد يحاول استكشاف الاحرف الاولى من كلمة الحياة

عجولة كما اعلم و الكل يعلم ايضا ... اضيق عندما اجد ان الوقت الذي احسبه نظريا لتحقيق طموحاتي قد ازدادت فترته دون تحقيق اى شئ .. كان الجنون يصيبني فلا استطيع النوم ليلا من كثرة التفكير ... الان علمت معني الايه : لكيلا تأسوا على ما فاتكم و لا تفرحوا لما اتاكم .. صدقت يا الهي

في اثناء المحن عرفت من هم اصدقاءى حقا ... من اهتموا بالسؤال علي رغم تقصيرى فى حقوقهم فى بعض الاحيان الا انهم لعلمهم بحالتى النفسية السيئة يغفرون لي فلا املك الا ان اشكر ربي على نعمة اصدقاءي .. مرام و نهي و ايه و اميره و خلود و حسام و محب و عبد الله و محمد عطوي و محمد عطية و عامر و حازم و احمد رأفت والعزيزة نورا رغم انها منذ فترة لا اعلم اخبارها الا انها فى خاطرى دائما ... كلهم عدا نورا و احمد رأفت بالمناسبة من اصدقاء الكلية ... لقد صدقت نظريتي ان صداقة الكلية تكون اطول الصداقات عمرا و اقواها رابطة

اما هو ... فلا املك الا ان احمد ربي حمدا كثيرا على نعمته التي انعم علي بها رغم احساسي بأنها اكثر مما استحقه .. ثوراتي التى لا تنتهي .. نفسيتى المتأرجحة .. اكتئابي الشديد ... بكاءي بسبب و بدون ... كل عواصفى تذوي و كأنها لم تكن امام قلبه الحنون فأدامه الله خير معين لي

أتراها ضاقت علي وحدي ؟ اسأل نفسي اوقات اليأس هذا السؤال و اعود لانتشل نفسي من خواطرى السوداء لعبثية الحياة .. و استرد يقيني بالحكمة الالهية من وراء هذا كله ... اللهم احمدك على كل قضاؤك و جميع قدرك حمد الرضا بحكمك لليقين بحكمتك

اللهم انك تعلم سرعة يأسى

و قلة صبري و عظم ذنبي

و جرأتي عليك و اغتراري برحمتك

لكنك

عظيم كريم حليم ودود عفو غفور قدير رحيم

فلا أجد امامي الا انا اعود اليك سائل

راغب في رضاك , امل فى عظم فضلك

و مزيد بركتك و زيادة نعمتك

فلا تحرمني اياها بما قدمت نفسى

و انعم علي بما انت اهله

تحياتي للجميع

Friday, August 08, 2008

لم تعد كبلادي







كم عشت أسأل‏:‏ أين وجه بلادي
أين النخيل وأيـن دفء الــوادي
لاشيء يبدو في السمـــاء أمـامنــــا
غير الظـلام وصــورة الجــلاد
هو لا يغيب عن العيــــــــون كأنــــه
قدر‏..‏ كيوم البعــث والميــــلاد
قـد عشت أصــــرخ بينـكـم وأنــادي
أبني قـصورا من تـلال رمـــاد
أهفــو لأرض لا تـســــاوم فـرحتـــي
لا تـستبيح كـرامتي‏..‏ وعنــادي
أشتــاق أطـفــــــالا كـحبــات النـــــدي
يتـراقصون مـع الصباح النـادي
أهـــفـــــو لأيــام تــواري سحــرهـــــا
صخب الجـياد‏..‏ وفرحة الأعياد
اشتـقـــــت يومـا أن تـعـــود بـــــلادي
غابت وغبنـا‏..‏ وانـتهت ببعادي
في كـل نجــم ضــل حلــــم ضائــــــع
وسحابــة لـبســت ثيـــاب حداد
وعلـي الـمدي أسـراب طـيــر راحــــل
نـسي الغناء فصار سـرب جراد
هذي بلاد تـاجـــرت فـــي عرضهـــــا
وتـفــرقـت شيعا بـكــــل مـــزاد
لـم يبق من صخب الـجياد سوي الأسي
تـاريخ هذي الأرض بعض جياد
في كـل ركـن من ربــــوع بــــــلادي
تـبدو أمامي صـورة الجــــــلاد
لـمحوه من زمن يضاجـــع أرضهـــا
حملـت سفـاحا فـاستباح الـوادي
لـم يبق غير صــراخ أمـــس راحــل
ومقـابـر سئمت مـــن الأجـــداد
وعصابة سرقـت نـزيــف عيــوننـــــا
بـالقـهر والتـدليـس‏..‏ والأحقـاد
ما عاد فيها ضوء نـجــــم شـــــــارد
ما عاد فيها صوت طـير شــــاد
تـمضي بـنـا الأحزان ساخــــرة بـنـــا
وتـزورنـا دومــا بــلا ميعـــــاد
شيء تـكـسر في عيونـــــي بعدمـــــا
ضاق الزمان بـثـورتي وعنادي
أحببتـها حتـي الثـمالـــة بينـمــا
باعت صباها الغـض للأوغـــاد
لـم يبق فيها غيـر صبــح كــــــــاذب
وصراخ أرض في لـظي استعباد
لا تـسألونـي عن دمـوع بــــــــلادي
عن حزنها في لحظة استشهادي
في كـل شبر من ثـراهـا صــرخـــة
كـانـت تـهرول خـلـفـنـا وتـنادي
الأفـق يصغر‏..‏ والسمــاء كـئيبــة
خـلـف الغيوم أري جـبال سـواد
تـتـلاطـم الأمواج فـــوق رؤوسنـــــــا
والريح تـلـقي للصخور عتـادي
نامت علـي الأفـق البعيـــد ملامــــــح
وتـجمدت بين الصقيـع أيــــــاد
ورفـعت كـفـي قـد يرانـي عابـــــــــر
فرأيت أمي في ثيـــاب حــــــداد
أجسادنـا كـانـت تـعانــــق بعضهـــــا
كـوداع أحبــاب بــــلا ميعـــاد
البحر لـم يرحم بـراءة عمرنــــــــــا
تـتـزاحم الأجساد‏..‏ في الأجساد
حتـي الشهادة راوغـتـنــي لـحظـــة
واستيقـظـت فجرا أضاء فـؤادي
هذا قـميـصــــي فيه وجــــه بنـيتــي
ودعاء أمي‏..‏ كيس ملـح زادي
ردوا إلي أمي القـميـــص فـقــد رأت
مالا أري من غـربتي ومـرادي
وطـن بخيل باعنــي فـــــي غفلـــــة
حين اشترتـه عصابة الإفـســـاد
شاهدت من خـلـف الحدود مواكبـــا
للجوع تصرخ في حمي الأسياد
كـانـت حشود الموت تـمرح حولـنـا
والـعمر يبكي‏..‏ والـحنين ينادي
ما بين عمـــــر فـر منـي هاربــــــا
وحكاية يزهـــو بـهــــا أولادي
عن عاشق هجر البـلاد وأهلـهــــــــــا
ومضي وراء المال والأمجــــاد
كـل الحكـاية أنهــــــا ضاقـت بـنــــــا
واستـسلـمت للـــص والقــــواد‏!
في لـحظـة سكـن الوجود تـنـاثــــرت
حولي مرايا الموت والميــــلاد
قـد كـان آخر ما لـمحت عـلـي الـمـدي
والنبض يخبو‏..‏ صورة الجـلاد
قـد كـان يضحـك والعصابة حولـــــــه
وعلي امتداد النهر يبكي الوادي
وصرخت‏..‏ والـكـلمات تهرب من فـمي
‏:‏هذي بـلاد‏..‏ لم تـعـــد كـبـلادي