Wednesday, September 27, 2006

ازدواج


كنت أنوي أن أكمل وصية الشيخ الموزون لحيران بن الاضعف .. و لكني كنت اتصفح أوراقي القديمة .. لتأخذني الذكريات عبرها .. ذكريات لن اصنفها على أنها مؤلمة أو مبهجة .. لكن الذي يعنينى شخصيا .. انها امست جزءا مني .. من ذاتي .. فلن استطيع نسيانها حتى و لو حاولت .... تلك قصيدة احبها كثيرا ... في الواقع هي قصيدة مشتركة .. بينى و بين شخص لا اعرفه الا بالنذر اليسير .. كنت اعلم انها تجربة لا تتكرر كثيرا .. و لكني اعشق روح المغامرة قمنا بكتابتها معا... فجاءت القصيدة رائعة اكثر بكثير مما كنت اتخيل .. الآن .. اشعر اننى عدت بطريقة او باخرى الى حالتى عند المشاركة في كتابة تلك القصيدة .. عموما لا بأس ..سأنظر لنصف الكوب المملوء قائلة : الالم يولّد الابداع
*****************
إزدواج

أغلقت للهوى بابا
و جلست خلفه أنتظر
و شعرت نظراته تجتاحنى
كأنما الاعصار
فبدأ دمعي فى صمت ينهمر
كنت أحسب انني بعزلتي سأنتصر
فلا قلبي بالوصل يحيى
ولابالهجر يُحتضر
كم عيون ٍ عانقتني ترجو مبادلة النظر
وقلوب ٍ راودتني تتمنى أنكسر
وأرواح ٍ صادفت روحي
فكان قلبي ينفطر
ودعتها بأعيني
ولسان حالي يعتذر
و وجدت خلف قناع الصلابة
قلبا ينشطر
خوف من الوحدة
فى عمق المشاعر مستتر
أدمعى سجنتها داخلي
فأمست حمم تنفجر
لأبيت أنا كل يوم أحلم بالمطر
حتى ألتقيته
فكأنما هو فارسي المنتظر
تلاحقني نظراته
الى متى هروبي المستمر؟؟
وتقتلني حيرة ٌ
تفوق طاقة البشر
هل أنا بذي صواب؟
أم أنا أبغي السراب؟
وقلبي كلما زدته عطشا
ًزاد قوةً أم زادني أغتراب؟
هل انــا قلبٌ جبـــان؟ ؟
أم انــا قلبٌ مـنـيــع
وروحي روحُ نسر ٍ في الأعالي
أم روح ذئب في الصقيع؟
هل أبادر أم أنتظر؟
هل أواجه أم أستتر؟
هل أصمت؟؟
أم أنفجر؟؟
لست أدري
فقط أخشى خسوف آخر قمر
ورحيل آخر بشر
يـــــــا
ملـــكاً يُحتضر
وأثـــــــرا يندثر
ونـــــهراً ينحسِر
وينحــســر
وينحــســر
وينحــســر
**************

Sunday, September 24, 2006

من وصية الشيخ الموزون لحيران بن الأضعف-1

وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ
صنفان من الناس فقط يجوز أن نسميهم عقلاء و هم الذين يخدمون الله لأنهم يعرفونه و الذين يجدّون في البحث عنه لأنهم لا يعرفونه - باسكال
لم أجد كلاما لأكتبه بمناسبة حلول شهر رمضان علينا .. وجدتني لن أقول جديدا عما قاله الآخرون
لكن جاء الي خاطري أن اكتب بعضا من وصية الشيخ الموزون لحيران بن الاضعف .. كنت منذ فترة أسير مهمومة لأقابل شخصية عزيزة لاحظت ما بي .. فسألتني عن أحوالي.. فاخبرتها بما يعتمل في داخلي .. فأعارتني ذلك الكتاب الذي يحتوي في آخره على تلك الوصية آملة ان يفيدني بشئ .. لم أقرأ الكتاب كله الى الآن بسبب انشغالى .. لكني بالصدفة قلبت أوراقه حتي جئت الى صفحات الوصية .. فوقفت عندها كثيرا و أخذت في تأمل كلماتها و استيعابها اكثر من مرة .. شعرت بأن الوصية موجهة لي و ليس لحيران بن الأضعف .. و كأنها رسالة خاصة جدا جاءتني في وقت حرج للغاية..أردد دعاء ( اللهم أرنا الحق حقا و أرزقنا اتباعه و أرنا الباطل باطل و أزرقنا اجتنابه ). آمين
سأكتب لكم بعضا من سطور هذه الوصية تباعا .. و أدعو الله أن تستفيدوا منها و لو بكلمة واحدة ..و رمضان كريم
************
السلام عليكم و رحمة الله
يا ولدي .. يا حيران بن الأضعف
لقد جئتني , حيران , ضالا و متورطا في وحول معرفة بتراء و علم فطير تلاقيا فيك على عقل غرير متطلّع بفطرته الى الادراك و بغروره الى ما وراء الادراك .. فبذلت كل ما بوسعي لأهديك الى الحق الذى لا ريب فيه
يا حيران بن الأضعف
أعلم ان الايمان بالله ( حق ) و ( حاجة و ضرورة ) فأما انه حق فقد عرفته مما حدثتك به في الليالي الطوال التي عشتها معي و اما انه حاجة و ضرورة فانك تعلمه , يا حيران حين تدرك كما أدرك المؤمنون و الملحدون قاطبة على السواء ان الايمان بالله هو
أس الفضائل
و لجام الرزائل
و قّوام الضمائر
و سند العزائم في الشدائد
و بلسم الصبر عند المصائب
و عماد الرضى و القناعة بالحظوظ
و نور الأمل في الصدور
و سكن النفوس اذا أوحشتها الحياة
و عزاء القلوب اذا نزل الموت او قربت ايامه
و العروة الوثقى بين الانسانية و مثلها الكريمة
و لا يخدعنّك عن هذا يا حيران من يقول لك ان مكارم الاخلاق تغني بوازع الضمير عن الايمان لأن مكارم الاخلاق التي تواضعنا عليها للتوفيق بين غرائزنا و حاجات المجتمع لابد لها عند اعتلاج الشهوات في الشدائد و الازمات أن تعتمد على الايمان . بل أن هذا الشئ الذى نسميه ضميرا إنما يعتمد في سويدائه على الايمان .. و انقياد الناس لمكارم الاخلاق يا حيران .. انما يكون بزاجر من السلطان أو وازع من القرآن أو رادع من المجتمع فإذا كنا في نجوة من سلطان القانون و الدين و المجتمع لم يبق لنا وازع الا الضمير . و نحن في معركة الشهوات و الغرائز مع الضمائر قل أن نرى الضمير منتصرا الا عند قلة من الناس و هذه القلة نفسها لا تستمسك بضمائرها عند جموح الشهوات الا اذا كانت تخشى الله يا حيران
تتبع

Thursday, September 21, 2006

مسرحية هزلية في صيدلة القاهرة. ولا عزاء للطلبة

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
ليست المسرحيات الهزلية فقط تلك التي تقام في المسارح ... فهناك مسرحيات أكثر هزلية تحدث في دنيا الواقع .. و إليكم إحداها و هي بعنوان : أنت راسب رغم أنفك
ينطبق على ما حدث في صيدلة القاهرة
إذا الطلبة يوما أرادوا النجاح * فلابد للإدارة أن تعترض
و تسن القوانين تضاعف الرسوب * ليصير الناجحين كشعب منقرض
أحدى قصائد ابي القاسم الشابي بتصرف
حسنا لست أدري كيف أصف ما حدث سوى أنها حقا مهزلة بحق خمسة طلاب لا ذنب لهم في شئ الا أنهم صدقوا منذ البداية انهم من الناجحين و دفعوا مصاريف العام الجديد و أشتروا كتب التيرم الاول للعام الدراسي الحالي و حضروا المحاضرات و السكاشن وأشتروا الادوات .. و لكنهم وجدوا انفسهم فجأة بدون مقدمات انهم من الراسبين و لا مكان لهم فى الدفعة الحالية للفرقة الثانية حديث
بكل بساطة فإن مقرر الفرقة الأولى حديث بكليتنا العظيمة هو
التيرم الأول : كيمياء عضوية و كيمياء تحليلية و نباتات طبية و تلك مواد لها امتحانات نظري و شفوي و عملي
و مواد نظري فقط ألا و هي : رياضة و مدخل و تاريخ الصيدلة و كيمياء فيزيائية و عامة
أما مقرر التيرم الثاني : كيمياء عضوية 2 و كيمياء تحليلية 2 و عقاقير و تلك مواد لها أيضا امتحانت نظري و شفوي و عملي
و مواد لها أمتحانت نظري و عملي فقط : صيدلة فيزيائية و حاسب آلي
و مواد لها امتحانات نظري فقط : مصطلحات طبية و محاسبة
كل المواد تعتبر مواد اساسية عدا 5 مواد فرعية و هم : الرياضة و مدخل و تاريخ الصيدلة و الحاسب الآلي و المحاسبة و المصطلحات الطبية
********
و في نص القانون الخاص بنظام النجاح و الرسوب في لآئحة الكلية لعام 2003 مادة 10 مكتوب
أنه : ينقل الطالب من الفرقة المقيد بها الى الفرقة التالية اذا نجح في جميع المقررات أو رسب فيما لا يزيد عن مقررين أساسيين و مقريين تكميليين على الاكثر من الفرقة المقيد بها أو فرقة أدني و في هذه الحالة يؤدي الطالب الامتحان فيما رسب فيه في الفصل الدراسي الذى يدرس به هذه المقررات
و لا توجد اشارة لمن يرسب في 3 مواد فرعية و مادة واحدة اساسية أو العكس
فظهرت النتيجة بنجاح خمسة طلاب كانوا قد رسبوا في 3 مواد فرعية و مادة واحدة اساسية أنهم ناجحين و منقولين بالسلامة الى الفرقة الثانية .. و مر عليهم الاسبوع الاول من العام الدراسي الجديد و قد نزلت الكشوفات بارقامهم في الفرقة الثانية حديث و مارسوا ما يفعله الطلبة العاديون من دفع المصاريف ( 108 جنيه ) و شراء الكتب التي وصل سعرها الى 180 جنيه و لا زالت توجد مادتين فى التيرم الاول لم تنزل كتبهما بعد ( طبعا ليس وقت الحديث هنا عن اسعار الكتب التي لا تمت لمجانية التعليم بصلة برغم زيادة المصاريف ) لنا جولة اخري في هذا الموضوع
ماذا أسمي هذا بالظبط ؟؟ أوصل الاستهتار بمستقبل الطلبة في جامعات مصر المحروسة الى هذا الحد .. طالب يستيقظ من نومه فى احد الايام ليذهب الى محاضرته او سكشنه ليفاجئ بأنه ليس في هذه الدفعة اساسا ( نورت مصر) !!! و كيف حدث ذلك .. اخبرونا بأن ادارة الكلية كانت قد اعتبرتهم من ضمن الناجحين الا ان ادارة الجامعة رفضت ذلك و اعادت النتيجة و لم توافق على اعتمادها و تم احتسابهم من الراسبين بعد ذلك على هذا الاساس .. بالرغم من أنه لا يوجد نص في القانون على ذلك و كيف فى الاساس يوافق مجلس الجامعة الموقر على اعتبار طالب راسب فى مادتين اساسيتن من الناجحين و آخر راسب في مادة واحدة اساسية من الراسبين ؟؟؟!! حتى لو تم تعديل القانون الى هذه الصيغة الجديدة فالمفترض أنه لا يطبق على هؤلاء الطلبة و يبدأ تطبيقه على طلاب دفعة اولى حديث الحالية فلا اجد كلمة للتعليق صراحة سوى: عروستي
*****
لا أحد يشعر بحجم الصدمة التي يعيشها الآن الخمسة طلاب و طالبة و صدمة ذويهم .. يعيشون في حالة من الذهول و انعدام الوزن و لا يدرون ما ذنبهم في كل ما جرى سوى أنهم صدقوا ادارة الكلية و عاشوا نجاحا وهميا نسجته لهم
اعرف احد هؤلاء الطلبة شخصيا كان يسير بعدما سمع الخبر مصدوما على غير هدى يكاد يبكي من الاحساس بالظلم
فهل لي ان اتساءل ذنب ما حدث لهؤلاء الطلبة في رقبة من ؟؟ ام كالعادة ستظل الاسئلة بلا اجابات محددة و تعلق الاخطاء على شماعة سقط سهوا ؟؟ ألا يوجد من يحمي عوام الناس في مجتمعنا هذا من جعلهم فئران لتجارب الكبار و تخبط قراراتهم الدائم بالاضافة الى عشوائيتها
و ليس لهم حق الاعتراض أو الشكوي أيضا ... سحقا .. أي ظلم هذا ( لمن نشكو مآسيينا * و من يصغي لشكوانا و يجدينا * قطيع نحن و الجزار راعينا ) لا اسكت الله لك حسا يا مطر
ماذا أقول الان ؟؟؟؟ حسبي الله و نعم الوكيل في كل من يستهين بمصير أى انسان كان .. أكاد اجزم انه لو كان من ضمن هؤلاء الطلبة من يجد له ظهرا و حماية في هذا البلد لكان الموضوع قد تم حله بطريقة أخري كالعادة
طبعا .. ننتظر كما عودونا اسدال الستار على تلك المسرحية السخيفة التى جلسنا فيها في مقاعد الجمهور المستكين كالعادة ننتظر ما ستتمخض عنه عبقرية الممثلين و المؤلف و المخرج .. و كالعادة تمخض الجبل عن فأر و لكنه ميت أيضا هذه المرة
و هكذا ظل الستار يعمل
يرفع كل ليلة عن موعد
و فوق عرقوب الصباح يسدل
و كلما غيّر في حواره الممثل
مات و حلّ البدل
رواية مذهلة لا يحتويها الجدل
فالكل فيها بطل
و ليس فيها بطل
عوفيت يا جمهور يا مغفل
لا ينظف المسرح ان لم ينظف الممثل
قصيدة الممثلون / أحمد مطر

أنتظرك.. عند قوس قزح




كان جالسا وحده كسير الخاطر في ذلك المرج الأخضر يداعب الحشائش اليانعة بيده الصغيرة و يشرد حينا لتلتمع الدموع في مقلتيه .. فيهز رأسه في محاولة لابعاد تلك الافكار المؤلمة عن تفكيره
و جاءت هي تجري ناحيته .. يتطاير شعرها الذهبي على وجهها تضحك ... و تصيح به هيا قم بنا لنلعب
فنظر إليها بعدم اكتراث قائلا : كلا لست اريد اللعب الآن
تساءلت ببراءة طفولية و هي تقترب منه لتداعب خصلات شعره الأسود: و لم أأنت غاضب مني ؟؟ أشعر بانك حزين ؟؟ أهناك شئ تسبب في ضيقك ؟
تنهد قائلا : لا لست غاضب منك .. و لكنني غاضب من اصدقائي .. فلا اعرف ماذا أفعل كي أرضيهم و أكسب ودّهم .. يصرخون في وجهي كثيرا و قد كرهت تكرار ذلك الأمر بدعوى أننى احبهم و اريد الاحتفاظ بصداقتي معهم و لكنهم لا يقدرون ذلك
جلست بجواره لتريح قدميها الصغيرين و قالت : حسنا لا تحزن اذا أردت اللعب .. فتعال لتلعب معي في اى وقت تشاء
أستلقى على الأرض الخضراء قائلا : و لكني أعرف جميع ألعابك و حفظتها عن ظهر قلب و أنا أحب التجديد .. كنت معهم أبتكر لعبة كل فترة فنستمر في لعبها حتى نسأمها لنبتكر لعبة جديدة و هكذا
فزمت شفتيها قائلة : أتعني بأنني اصبحت أجلب الملل
هز راسه نافيا : لا و لكني لا استطيع فقط قضاء الوقت كله معك بالاضافة الى أننى قد حفظت ذلك المرج المسموح لكي باللعب فيه عن ظهر قلب
أمسكت عصاه صغيرة ملقاة بجوارها و أخذت ترسم قوس على الأرض الرطبة لتأخذ الحشائش انحناءة بسيطة بنفس الشكل و قالت بعد هنيهة من الصمت : حسنا أختر لونا في قوس قزح لنتقابل عنده .. انا اخترت اللون الازرق لاني احبه
فرد بدهشة : ماذا تعني ؟؟ كيف نتقابل عنده
ردت بسرعة : اعني أنه كلما شعرت بالضيق تعال لنتقابل عنده بما انك سئمت من هذا المرج و نلعب سويا هناك
فضحك هاتفا : انتي مجنونة
لترد هي بثقة : لا أنا أعني ما أقول .. كلما تضايقت انظر للسماء و تخيل ان قوس قزح في الافق و نحن نلعب عنده و صدقني ستشعر بالبهجة
فكر قائلا : كلام معقول .. و اعتدل في جلسته قائلا : حسنا ساجاريك لكن مهلا أنا ايضا أحب اللون الازرق
تنهدت قائلة : اعلم هذا ... حسنا سأعطيك نصف مساحته و اخذ انا النصف الباقي و نلتقى في منتصفه
فهز رأسه قائلا : ستعطيني نصفه شئت ام أبيت
فكشرت قائلة : لا لقد تنازلت لك عن نصفه لاني احبك و لن تستطيع ارغامي على اعطاؤه لك اذا لم أكن أريد ذلك .. و اذا أصررت على ما تقوله سيكون مصيرك الى اللون الاحمر الذي أكرهه
فعقد حاجبيه و هو يرد عليها : حسنا ما رأيك سوف آخذه كله
و أمسك العصاة و قال لها : لم يعد لديك أي مساحة من اللون الأزرق .. ربما حان أن تفكري في اللون الاخضر .. اشعر انه يناسبك اكثر .. و يقرن القول برسم دائرة حول القوس الوهمي ليؤكد على ملكيته اياه
فدمعت عيناها : لم اكن انتظر منك ذلك .. لقد أستوليت على قوسي و الوانه جميعها
و أجهشت بالبكاء و هي تدفن راسها بين كفيها الصغيرين
لينتفض هو قائلا في نفسه : ما اغباني و ما أقساني
و تقدم لينحني و يهزها لتلتفت اليه قائلا : لا تبك رجاءا
جلس بجوارها و هو يشعر بالخجل من نفسه .. كانت تريد أن تخرجه من ضيقه ليتسبب هو في ضيقها
أعطاها منديله لكي تمسح به دموعها مرددا : خذي أنت كل ألوان القوس و أسمحي لي فقط أن ازورك فيه لنلعب سويا داخله
نظرت اليه ممتنة و وجهها يضئ بإبتسامة : لا .. لا يرضيني هذا .. لا أحب أن أظل وحيدة بداخله .. أريدنا سويا هناك .. ستأخذ نصف مساحة اللون الازرق .. أتفقنا ؟؟
نظر الى وجهها المشرق قائلا .. موافق .. و لكنك ألست غاضبة مني ؟؟
كانت قطرات الندي قد بدأت في النزول من بعض السحب المنثورة في السماء
وجدها شاردة و تنظر الى الاعلى
فكرر سؤاله ... ثم لم يجد اجابة ليقترب منها هاتفا : ماذا هنالك ؟ الى ماذا تنظرين ؟؟ أتسمعين سؤالي و لا تريدين الاجابة ؟؟ اذن لا زلت غاضبة مني ... كم اكره نفسي الآن
فهبت فجأة واقفة : أنظر هناك في الافق ... انه قوس قزح .. هناك يتلألأ بين قطرات الندى .. هل تراه ؟؟
فنظر ناحية سبابتها الممدودة و تمتم : نعم اراه .. يالا جماله ... حقا أنه رائع
فهتفت و هي تجري ناحيته .. حسنا سانتظرك عنده كما أتفقنا .. عند اللون الازرق.. لا تتأخر في المجئ
و اخذت تجري كالفراشة ناحيته و صوت ضحكاتها الطفولية يتردد في انحاء المرج حتي لتسمعه العصافير في السماء
و هو مذهول في مكانه لعدة ثوان .. لم يستوعب الامر لكنه أنتفض و وقف صارخا باعلى صوته و هو يجري ناحيتها .. انتظرينى
أنا آت اليك حالا ..... فقط أنتظريني هناك
********
تحياتي

يطالبونك بالتخلي عن بقايا آدميتك


عجبت كثيرا لأمر البشر .. يستنكرون على الانسان التمسك ببقايا آدميته و انسانيته و يطالبونه بالتخلص من تلك الاسمال التي تضعفه على حد قولهم بأسرع ما يمكن
يستنكرون مشاعر الحزن .. على أساس أنه اعتراض على أمر الله حينا ( و كأنهم لا يعلمون قول الرسول ص عند موت ابنه إبراهيم : إن القلب ليحزن و إن العين لتدمع و إنا على فراقك يا ابراهيم لمحزونون ) و حينا يريدون اقناعي اننى اقوي من ان تهزمني بعض العبرات .. رجاءا لا تتكلموا بما لا تفقهوا .. لم أطلب منكم ان تساعدوني و تشدوا من أزري .. كل ما طلبته هو أن تتركوني و لا تكونوا كالدابة التي قتلت صاحبها
ما بالهم يعتقدون بضعف الانسان الذى يبكي عندما يتألم .. ما هو الانسان القوي فى وجهة نظرهم ؟؟؟ أهو الذى لا يشعر بما يكفي ليحزن أم هو الذى يرتدي قناعا جيدا من الصلابة فى جميع الاوقات و يخشى التخلي عنه في أى وقت كيلا يفضح نفسه أمامهم و تظل صورته المتماسكة في كل وقت ظاهرة للجميع
اعتبر النوع الأول .. هو نوع من تخلي البشر تدريجيا عن خواصهم الانسانية التي يتميزون بها عن بقية الكائنات و شكرا لست أريد التخلي عن آدميتي بهذه البساطة
اما النوع الثاني فاعتبره مزيجا من الضعف و النفاق بعدما مارسته لفترة ليست بالقصيرة ... أعتدت في فترات طويلة ارتداء مثل هذا القناع .. اعطي انا الابتسامات المشجعة للجميع .. و أضحك و أسمع للآخرين وقت ضيقهم ولا أملّ أو أشكو من هذا .. فجميل ان تساعد انسان و ترى ابتسامة تضئ وجهه بعد نظرات اليأس و الاحباط
و لكن .... مهلا ... أخبرتني أحدى صديقاتي فى ذات مرة كنا جالستين فيها سويا و لم أهتم بارتداء ذاك القناع وقتها .. بانه تنطبق عليّ جملة كانت قد قرأتها لحد الكتّاب المشهورين تقول : لا تعجب حين تري على الوجه بسمة وفي القلب أحزان فالأرض على ظهرها وردة و بداخلها البركان
وجدتني أنهار داخل نفسي تدريجيا .. و كأني بخلت بمشاعر الاحتواء و التعاطف على أقرب مخلوق لي .. على نفسي.. كنت في داخلي قد أقمت نوع من الجستابو على المشاعر ... ليس مسموح لي بان أحزن او اتضايق أو ابكي .. لأننى أقوى من هذا .. منطق سخيف حقا
أتعلمون .. مضت فترة عليّ كنت قد فقدت الشعور تجاه أشياء كثيرة .. لم تعد تهمني نفس الاشياء التي كنت أحبها في الماضى و تساوى عندي كل شئ .. و كأني امسيت روبوت متحرك و ليس انسانة ... كانت فترة كالبركة الراكدة .. كلما القي فيها حجر .. أختفت الدوامات الناتجة عنه فى البركة في ثوان ليهوي الى القاع .. حتى أمتلأ القاع بأحجار كثيرة .. كثيرة حتي لم استطع عدّها
لست أشعر الآن بالخجل عند بكاءى أمام الاخرين ... أعتبر نفسي غاية فى القوة اننى أعبر عما بداخلي بصدق بغض النظر عما اذا كان الآخر على استعداد لقبوله أم لا ... أنفجر في البكاء وقتما يحلو لي ... أطهر نفسي و انزع الأحجار من البركة بدلا من أن اختنق .. اكسب العلام باسره و اخسر نفسي .. كلا .. لم أعد تلك البلهاء التي يهمها مظرها أمام الناس بغض النظر عما تشعر به في داخلها
نظرية التغيير من الخارج الى الداخل تلك نظرية فاشلة ... يجب ان ينطلق التغيير من داخلك ...من قلبك من ارادتك الذاتية .. فكلام الاخرين أنك الاقوى و الافضل و .... و كل هذا الهراء لا معنى له اذا كنت محطما في داخلك .. تهدي الازهار للجميع و بداخلك أرض جرداء ميتة ... صدقني ففاقد الشئ لا يعطيه .. حتى لو استطعت ان تمنحه في فترة .. فلن تستطيع الاستمرار .. لأنك لا تملك ما تريد منحه ... أفقيوا من وهم الصلابة و لا تترددوا في أن تمارسوا ضعفكم البشري بحجة أن الآخرين لا ينتظرون منكم ذلك
فكروا قليلا في انفسكم كما تفكروا طيلة الوقت في كيفية ارضاء الآخرين .. كونوا أنفسكم و لا تكونوا صورة لا معنى لها لما يريد الآخرون أن يروه
تحياتي

Thursday, September 14, 2006

كـــــان يامـا كــــان


حسنا .. أعتدت أن أكتب خواطري من حين لآخر .. لمجرد الشعور بالارتياح أننى ترجمت ما بداخلي على الورق .. لكني اليوم
بالصدفة قرأت تلك القصائد للشاعرة غادة السمان و وجدتها أفضل كثيرا من الكلمات النثرية التى كنت سأكتبها .. لست أدري ربما لاننى اعشق الشعر .. أو لاننى وجدت فيها بعض السلوى ..على العموم لن يفيد التساؤل عن السبب بشئ .. ما يهمني الآن هو انها مست مشاعري حقا ... الشاهد هنا هو أنني ساحاول الاقلاع عن عادة السهر الذميمة تلك... فالوحدة مع أنسام الليل تخلق جوا من الحزن المرهف الذى أنا في غنى عنه تماما الفترة الحالية
أتذكر أيامي معك

أتذكر أيامي معك
كمن يرى الأشياء عبر نافذة قطار مسرع
نائية وجميلة
والقبض عليها مستحيل
من وقت إلى أخر
فلنعد أطفالا
ولنحزن بلا كبرياء زائف
يوم احتضر
سافكر بتلك اللحظة المضيئة
حين وقفنا في الظلمة
على شرفة القرار
وقلت لي بحقد : أحبك
سأتذكر صوتك
وسيجيء الموت عذبا
ويضمني كرحم الفرح المنسي
وسأهمس بحقد مشابه
آه كم أحببتك
*/*/*/*/*/*/*/*/*/*
كان ياما كان

يقولون : في الليل المنخور بالوجع
تنمو بذرة النسيان
وتصير غابة تحجب وجهك عن ذاكرتي
لكن وجهك
يسكن داخل جفوني
وحين أغمض عيني : أراك
عشنا أياما مسحورة
كمن يسبح في بحيرة من زئبق وعطور
ويركب قاربا
في انهار الألوان لقوس قزح
مبحر من الأفق إلى نجمة الرعشة
كان ياما كان
كان ياما كان
وكانت السعادة تصيبني بالارتباك
وحدها تخيفني
لأنني لم اعتدها
فأنا امرأة ألفت الغربة
وحفظت أرصفة الوحشة والصقيع
و أتقنت أبجدية العزلة والنسيان
وأعرف ألف وسيلة ووسيلة
لأحتمل هجرك
أو كل الألم الممكن أن تسببه لي
ما لا أعرف كيف أواجهه
هو سعادتي معك
وحينما أصير مثل آنية كريستال شفافة
ممتلئة برحيق الغيطة
وبكل الفرح الممكن
أرتجف خوفا أمام السعادة
مثل طفل منحوه أرنبا أبيض
ليقبض عليه للمرة الأولى في حياته
وكنت دوما أصلي
رب ارحمني من سعادتي
أما تعاستي فأنا كفيلة بها
آه
كان ياما كان حب
وكنت بعد أن أفارقك مباشرة
يخترقني مقص الشوق اليك
وتزدحم في قلبي
كل سحب المخاوف والأحزان
وأشعر بأن البكاء لا يملك لي شيئا فأضحك
وتركض الي حروفي فأكتبها
وأستريح قليلا بعد أن أكتب
وأفكر بحنان
بملايين العشاق مثلي
الذين يتعذبون في هذه اللحظة بالذات
دون أن يملكوا لعذابهم شيئا
وأصلي لأجلي و لأجلهم
وأكتب لأجلي ولأجلهم
وأترك دموعهم تنهمر من عيني
وصرختهم تشرق من حنجرتي
وحكايتهم تنبت على حد قلمي .. مع حكايتي
وأقول عني وعنهم
كان ياما كان حبّ
*/*/*/*/*/*/*/*/*/*/*
أيها البعيد كمنـــــارة
أيها البعيد كمنارة
أيها القريب كوشم في صدري
أيها البعيد كذكرى الطفولة
أيها القريب كأنفاسي وأفكاري
أحبك
أح ب ك
وأصرخ بملء صمتي
أحبك
وأنت وحدك ستسمعني
من خلف كل تلك الأسوار
أصرخ وأناديك بملء صمتي
فالمساء حين لا أسمع صوتك
مجزرة
الليل حين لا تعلق في شبكة أحلامي
شهقة احتضار واحدة
المساء
وأنت بعيد هكذا
وأنا أقف على عتبة القلق
والمسافة بيني وبين لقائك
جسر من الليل
لم يعد بوسعي
أن أطوي الليالي بدونك
لم يعد بوسعي
أن أتابع تحريض الزمن البارد
لم يبق أمامي إلا الزلزال
وحده الزلزال
قد يمزج بقايانا ورمادنا
بعد أن حرمتنا الحياة
فرحة لقاء لا متناه
في السماء
يقرع شوقي اليك طبوله
داخل رأسي دونما توقف
يهب صوتك في حقولي
كالموسيقى النائية القادمة مع الريح
نسمعها ولا نسمعها
يهب صوتك في حقولي
واتمسك بكلماتك ووعودك
مثل طفل
يتمسك بطائرته الورقية المحلقة
إلى أين ستقذفني رياحك ؟
إلى أي شاطئ مجهول ؟
لكنني كالطفل
لن أفلت الخيط
وسأظل أركض بطائرة الحلم الورقية
وسأظل ألاحق ظلال كلماتك
.
.
أيها الغريب
حين أفكر بكل ما كان بيننا
أحار
هل علي أن أشكرك ؟
أم أن أغفر لك
؟
غــــــــــادة السمـــــــان

Wednesday, September 13, 2006

ليلى.. قولي الذي لا يقال








أعتدت أن أكون هادئة عند النقاش .. بغض النظر عن نسبة الأختلاف في الآراء التى أسمعها عن رأيي الشخصي الذي أؤمن به .. فكما قال فولتير ( انا أكره ما تقول و لكني سادافع حتى الموت عن حقك في أن تقوله ) و لكن
هذه المرة لم استطع السيطرة على أعصابي و أنا اقرا بعض التعليقات المستفزة على حملة كلنا ليلى .. ليست لانها آراء ذكورية فانا أرفض التعامل من هذا المنطلق العنصري و لكن بسبب ما تحمله من تسفيه للفكرة .. حسنا أنتم ترون الموضوع من وجهة نظر اخرى أيا كانت .. فلا تفرضوها علينا... تقبلوا فكرة أن تكونوا عقل أمام عقل آخر .. بغض النظر عن جنسه ... فانا لست أدعي العصمة من الخطأ كيلا أسمح بالاختلاف مع آرائى الشخصية .. فكما تعلمت أن كل رأي صواب يحتمل نسبته من الخطأ و كل رأي خطأ يحتمل نسبته من الصواب .. و ما أراه انا بمنظاري يختلف بالتأكيد عما يراه غيرى عند النظر الى نفس الموضوع بسبب أختلاف الرؤية و الادراك
لست ادري ... لم تمثل الاقصائية التي تدعو الى إلغاء الآخر النسبة الكبرى من ثقافة مجتمعنا .. لماذا يتعامل المعظم و كأنه يملك كل الثوابت الغير خاضعة للنقاش العقلاني ... حسنا اذا كان يعتقد أنه يملك المفاتيح الصحيحة لكل الأبواب رجاءا بألا يجهد نفسه في البحث معنا عن تلك المفاتيح
يقول البعض دعكن من هذا الهراء .. تلك محاولة مشبوهة ضد الوطن و الدين .. فلماذا تردن أن تعكرن صفو الحياة بين قطبي المجتمع؟
حسنا ... في البداية أكره أن يؤخذ كل شئ بمحمل نظرية المؤامرة المعتادة .. فنحن لم ندع إلى اضراب أو هجر الازواج أو أعتزال المجتمع و لكننا ندعو الى التخلص من اسمال موروثات ثقافية ليست من الاسلام في شئ و انما هي دخيلة علينا ... ناتجة من فكر أشخاص اعتبروا انفسهم انهم يملكون الحق الاوحد في التفكير و أن رأيهم هو الاسلام من خالفه خرج عن ملة المسلمين .. ويحهم جميعا
فالاسلام ... هو الوحى الالهى الذى انزل على سيد الخلق سيدنا محمد ص .... ألا و هو القرآن الكريم و سنة الرسول الصحيحة..اما الفكر الاسلامى....فهو مستحدث يخضع لعوامل تطورية على مر الزمن ...و ليس معصوم من الخطأ او الضعف ... عكس الاسلام ...أرجو ان اكون اوضحت الفرق بين الكلمتين
ونظرة المعظم من الخطاب الاسلامى الان الى المرأة تعنى الفكر الاسلامى الحالى ... و ليس الاسلام للأسف نظرة الفكر الاسلامى الآن للمرأة فى الاغلب لمصدر لجلب الفتنة يجب حجبه عن الانظار ... الجوهرة الثمينة على حد قولهم ... رغم ان المرأة تشارك المسلمين قديما فى كل شئ تقريبا ...و أقرب مثال اتذكره هى أم عمارة الانصارية التى ثبتت و دافعت عن الرسول يوم أحد يوم تخاذل عنه كثيرون...لا أحد يزعم هنا ان وظيفة المرأة كزوجة و مسئولة عن اسرة تم التسفيه من امرها..و لكن ماذا عن المجتمع الخارجى ( اذا ما كانت ترغب بالمشاركة فيه بفعالية)...ماذا ستستطيع ان تقدم لمجتمعها و فكرة أنها مصدر لجلب النار فى الهشيم و الفتنة و المصائب مسيطرة عليها بسبب ما يبث في أذنها منذ الصغر
لماذا تغلب علينا ثقافة التسطيح لكل ما حولنا من مشكلات .. و اعتبارها مجرد ارهاصات فارغة من عقول لا يشغل بالها شئ من مشاكل الحياة .. أرفض ذلك تماما .. فالله عز و جل أعز الانسان بالعقل عن سائر المخلوقات ليستخدمه و ليس ليجمده و يقضي حياته منساقا دون وعى أو فهم لآراء الآخرين مجرد تقليد كتقليد القردة
و كما قال ستيوارت مل : فالعادات مهما كانت صالحة و مناسبة فليس للإنسان أن يدين بها لشئ إلا لأنها مقررة تدين بها الجمهرة من الناس فإنه في ذلك يغدو اقرب الى مرتبة الحيوان و لا يميز الانسان على الحيوان سوى الفطنة و الادراك
نحن لم نتجن على أحد بقولنا أن المعظم يعتبرنا أناس من الدرجة الثانية في هذا المجتمع و بسبب تفسير خاطئ لحديث رسول الله ص باننا ناقصات عقل و دين .. يتشدقون بانهم بهذا يعودوا الى نهج السلف الصالح الذي هو برئ منهم
أنا لست ضد الرجل كرجل و لست مع المرأة أيا كان تفكيرها .. بل انا مع صوت العقل .. صوت الضمير الانسانى الذى يرفض ان يقضى حياته محاطا باسوار وهمية من رهبة كل شئ بسبب التبعية الفكرية و الفعلية لاشخاص آخرين..فلا تتشدقون رجاءا بانكم من اعدتم الى المرأة المغلوبة على أمرها حقوقها المفقودة و يكيفها ما هى فيه الآن و انتم من جهة اخرى ترفضوا مجرد النقاش حول ما تراه هي أنه يحط من شانها و كرامتها الى درجة شنيعة في مجتمعنا هذا
أذكر هنا أبيات مطر الساخرة
مسألة مبدأ
قال لزوجته: اسكتي
وقال لابنه: انكتم
صوتكما يجعلني مشوش التفكير
لا تنبسا بكلمةٍ أريد أن أكتب عن حرية التعبير
تحياتي للجميع

ليلى .. الآن و إلا فلا



آه لو تدري يا ليلى .. بما تملكينه من قوة داخلية في حناياك تستتر
لكنك للأسف أستهنت بها طويلا .. و لم تقدري نفسك حق قدرها و كأنها غريبة عنك أو أنت الغريبة عنها
أتخذوك هم معبر لتحقيق أساطيرهم الذاتية و نسيتي نفسك في خضم كل هذا !!! نسيت ليلى أن تبحث هي أيضا عن أسطورة ليلى و بألا ترضى أن تكون مجرد جزء من أساطير الآخرين.. أسطورتها التي تراكم حولها الغبار على مدار السنين حتى بات ضياءها لا يرى منه سوى ومضات خافتة بين حين و آخر
لماذا تخشي المواجهة و المطالبة بحقك ؟؟ أنت لن تأتخذي سوى ما هو ملك لك منذ البداية .. و لكنهم سلبوك إياه كأنه حق مكتسب لهم و يرفضوا الآن إعادته لك .. لن ألومهم بقدر ما الومك لتفريطك بهذه السهولة في حقوقك يا ليلى
ويحك يا ليلى !!! هلمي إلى الطريق الذى أختارته ارادتك .. دعك منهم جميعا فهم مادمت آمنت بنفسك و بقدراتها لن يستطيعوا أن يهزوا شعرة واحدة من رأسك مهما حاولوا .. كما يطالبونك دائما بان تتقي الله فيهم .. أتق الله في نفسك و لو لمرة واحدة يا ليلى
فلا تظني أنهم يملكون وحدهم الحق المطلق و أنك المخطئة !!! كلا .. لقد غسلوا دماغك بمورثات ثقافية بالية تأبى أي نفس حرة أن تنقاد لها أو تؤمر بها .. يأبي أن يستكين إليها الضمير الانساني مهما طال صبره عليها
تشجعي و لا تخافي من التغيير .. لا تقض عمرك كله مترددة ما بين الانصياع لأوامرهم دون تفرقة ما بين الصالح منها و الطالح و بين إجابة هاتفك الداخلي بوقفة معهم و المطالبة بحقوقك المنتزعة و لا ترض أبدا أن تظلي مجرد شاة أخرى فى القطيع
أعلم أنك ربما تكوني خائفة إذا ما نلت حقوقك - جميعها- أن يصيبك أشد الندم على سكوتك على الظلم المحيط بك في الماضي و تظلي تتسآءلى : لم لم تطالبي بها من قبل ؟؟؟ لكني أقسم لك أن الوقت لم يفت بعد و أن عمرك سيمتد امامك - بإذن الله تعالى- لتحقيق ما حلمت بفعله .. هي من يدعوا الشجاعة و هم ايضا أبعد خلق الله عنها .. فمنذ متى كان المغتصب أشجع من صاحب الحق؟؟؟
و لكن أسرعي فالفرصة لا تأتي في حياة الإنسان سوى مرة واحدة .. فإما أن تغير مجرى حياته و إما أن تضيع من بين يديه و يفقدها للأبد .. أجعلي شعارك .. الآن و إلا فلا
و لا تنتظري أحدا ليساعدك .. فلن يأتي أحد .. وحدك القادرة على كسر قيودك و الانطلاق من كهف الظلمات الذي أسكنوك إياه رغما عنك .. فزمن الفوارس أنتهى منذ أمد بعيد
أعلم أن الطريق عسير و أنك لا زلت في بدايته .. و أنهم سيحبطونك و يسفهونك و يبتكروا من الوسائل ما يضاعفوا به آلامك و ينعتونك بالشذوذ عنهم و عن تقاليد المجمتع و ربما يخوضوا في عرضك .و لكن لا تتخل عن حلمك ابدا
مهما حدث لا تسمحي لهم بهزيمتك مرة أخرى .. و أن تعودي إلى نقطة الصفر بخفي حنين من جراء ضغطهم عليك
حاولي و حاولي مرة و مرات عديدة .. و لا تتخل عن ليلى يا ليلى .. فأنت هي كل ما تملك من حطام هذه الدنيا
تحياتي لك يا ليلى
******

Wednesday, September 06, 2006

نقطة البداية




الحلم

وقفت مابين يدي مفسر الأحلام ،

قلت له : " يا سيدي رأيت في المنام ،

أني أعيش كالبشر ،

وأن من حولي بشر ،

وأن صوتي بفمي، وفي يدي الطعام ،

وأنني أمشي ولا يتبع من خلفي أثر " ،

فصاح بي مرتعدا : " يا ولدي حرام ،

لقد هزئت بالقدر ،

يا ولدي ، نم عندما تنام " ؛

وقبل أن أتركه تسللت من أذني أصابع النظام ،

واهتز رأسي وانفجر




أحمد مطر

إن الضرر الذى يترتب على كبت حرية التعبير عن الرأى هو سلب الجنس البشري بأكمله - من الاسلاف حتى الجيل الحاضر- من تلك الحرية سواء الذين ينشقون عن الرأى العام أو الذين يلتزمون به فإن كان الرأى صائبا فهم قد حرموا من فرصة يستبدلون بها الحق بالباطل و إن كان خاطئا فإن الناس سيحرمون من فرصة لا تقل قيمة عن سابقتها هى فرصة الازدياد من التعرف على الحق بشكل واضح حيوي نتج عن مقارنته بالخطأ

( عن الحرية - جون ستيورات مل )

تلخص تلك القصيدة و هذه العبارة أسباب انشاء هذه المدونة

قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

أراكم على خير .. قريبا جدا إن شاء الله