آه لو تدري يا ليلى .. بما تملكينه من قوة داخلية في حناياك تستتر
لكنك للأسف أستهنت بها طويلا .. و لم تقدري نفسك حق قدرها و كأنها غريبة عنك أو أنت الغريبة عنها
أتخذوك هم معبر لتحقيق أساطيرهم الذاتية و نسيتي نفسك في خضم كل هذا !!! نسيت ليلى أن تبحث هي أيضا عن أسطورة ليلى و بألا ترضى أن تكون مجرد جزء من أساطير الآخرين.. أسطورتها التي تراكم حولها الغبار على مدار السنين حتى بات ضياءها لا يرى منه سوى ومضات خافتة بين حين و آخر
لماذا تخشي المواجهة و المطالبة بحقك ؟؟ أنت لن تأتخذي سوى ما هو ملك لك منذ البداية .. و لكنهم سلبوك إياه كأنه حق مكتسب لهم و يرفضوا الآن إعادته لك .. لن ألومهم بقدر ما الومك لتفريطك بهذه السهولة في حقوقك يا ليلى
ويحك يا ليلى !!! هلمي إلى الطريق الذى أختارته ارادتك .. دعك منهم جميعا فهم مادمت آمنت بنفسك و بقدراتها لن يستطيعوا أن يهزوا شعرة واحدة من رأسك مهما حاولوا .. كما يطالبونك دائما بان تتقي الله فيهم .. أتق الله في نفسك و لو لمرة واحدة يا ليلى
فلا تظني أنهم يملكون وحدهم الحق المطلق و أنك المخطئة !!! كلا .. لقد غسلوا دماغك بمورثات ثقافية بالية تأبى أي نفس حرة أن تنقاد لها أو تؤمر بها .. يأبي أن يستكين إليها الضمير الانساني مهما طال صبره عليها
تشجعي و لا تخافي من التغيير .. لا تقض عمرك كله مترددة ما بين الانصياع لأوامرهم دون تفرقة ما بين الصالح منها و الطالح و بين إجابة هاتفك الداخلي بوقفة معهم و المطالبة بحقوقك المنتزعة و لا ترض أبدا أن تظلي مجرد شاة أخرى فى القطيع
أعلم أنك ربما تكوني خائفة إذا ما نلت حقوقك - جميعها- أن يصيبك أشد الندم على سكوتك على الظلم المحيط بك في الماضي و تظلي تتسآءلى : لم لم تطالبي بها من قبل ؟؟؟ لكني أقسم لك أن الوقت لم يفت بعد و أن عمرك سيمتد امامك - بإذن الله تعالى- لتحقيق ما حلمت بفعله .. هي من يدعوا الشجاعة و هم ايضا أبعد خلق الله عنها .. فمنذ متى كان المغتصب أشجع من صاحب الحق؟؟؟
و لكن أسرعي فالفرصة لا تأتي في حياة الإنسان سوى مرة واحدة .. فإما أن تغير مجرى حياته و إما أن تضيع من بين يديه و يفقدها للأبد .. أجعلي شعارك .. الآن و إلا فلا
و لا تنتظري أحدا ليساعدك .. فلن يأتي أحد .. وحدك القادرة على كسر قيودك و الانطلاق من كهف الظلمات الذي أسكنوك إياه رغما عنك .. فزمن الفوارس أنتهى منذ أمد بعيد
أعلم أن الطريق عسير و أنك لا زلت في بدايته .. و أنهم سيحبطونك و يسفهونك و يبتكروا من الوسائل ما يضاعفوا به آلامك و ينعتونك بالشذوذ عنهم و عن تقاليد المجمتع و ربما يخوضوا في عرضك .و لكن لا تتخل عن حلمك ابدا
مهما حدث لا تسمحي لهم بهزيمتك مرة أخرى .. و أن تعودي إلى نقطة الصفر بخفي حنين من جراء ضغطهم عليك
حاولي و حاولي مرة و مرات عديدة .. و لا تتخل عن ليلى يا ليلى .. فأنت هي كل ما تملك من حطام هذه الدنيا
تحياتي لك يا ليلى
******
No comments:
Post a Comment