Tuesday, May 24, 2011

حد يعرف طريق البلد...ياخدني معاه

بالامس .. بالصدفة البحتة ..شاهدت فيلم عصافير النيل (عنوان البوست هو العبارة التي انتهي بها الفيلم)..بطولة فتحي عبد الوهاب في دور عبد الرحيم و دلال عبد العزيز فى دور نرجس و محمود الجندي في دور البهي و نرمين الفقي في دور بسيمة و آخرين .. قصة المبدع ابراهيم أصلان.. اخراج مجدي أحمد علي


الفيلم في وجهة نظري أكثر من رائع ... من النادرجدا مشاهدة فيلم يتحد عن العشوائيات و الأحداث في حواري مصر بدون أى تخرج مجروحا... مصدوما من الألم... من الاشخاص و من الحياة كلها... كأن الزمن يقف عند عند مدخل تلك الازقة و الحواري و يسكن... فلا تستجيب للتغيرات .. و تصبح شريعة الغاب هي سبيل الحكم الوحيد


خرجت من هذا الفيلم الذي تدور احدثه فى شارع فضل الله عثمان الضيق الذي تتراص فيه البيوت القديمة تسند بعضها البعض كيلا تقع على رؤوس ساكينها .. تألق فيه كل الابطال... شعرت أنه يعيدني بالزمن الى أيام الطفولة في شبرا العزيزة.. الى بيت ستى و شقتنا القديمة .. و الشاي بالنعناع في شرفة شقتنا في ساعة المغربية


لا أستطيع سرد قصة الفيلم... لا استطيع ان اقول سوى أن عبد الرحيم اللعوب الى اخر نفس يجسده لم يكتفي ببسيمه حبه الاول و الخير ثم افكار الممرضة التي لا تستطيع تحمل قرويته المتمثلة فى جلابيته و تصرفاته على سجيته و تجدها ابعد ما يكون للتمدن التي تربو هي اليه ثم اشجان الارملة التى يتزوجها سرا ثم يطلقها بعد ايام عندما يخبرها بأنها يجب ان تبلغ عن زواجهما كي ينقطع معاش زوجها فترفض هي التضحية بالمعاش التي تربي بها اطفالها على حد قولها ليطلقها في النهاية.. لتزوجه امه فى النهاية بمن تختارها هي و ينجب منها ثلاثة اطفال .. لم تكن ثورة جسده و مشاعره تهدأ حتى و هو يعالج من السرطان و ينقطع عن احياة بين الحين و الاخر.. ليتقابل مع بسيمه بالصدفة ..اذ بها تعالج من السرطان ايضا في نفس المستشفى العام التي يعالج فيها ...شعر رأسها الذي تساقط من العلاج الكيماوي ليؤلمها رؤيته لمنظرها و هي بهذه الحالة بعد كل تلك السنوات..ليطلب عبد الرحيم من ابن اخته عبد الله سرا أن يشتري له باروكة شعر نسائية و ميكياج دون أن يفصح له عن السبب.. ليهديها لبسيمة لترتديها و تضع الميكياج و ترقص له مع باقي المريضات فى العنبر و قد استعادت نسمات الحياة التي كادت ان تختنق بين اروقة المستشفى الكئيبة


نرجس أو ام عبد الله..... أتذكر ستى رحمها الله فيها ... عندما كنا صغارا و نحاول تخويفها بغلق الانوار و الصراخ بأن هناك عفاريت لتضحك هي علينا.. و لا تصدق... على النقيض نرجس تخشى الظلام كثيرا ... حتى أنها ترجت زوجها سي البهي و هم يشربان الشاي في الشباك المطل على الشارع الضيق أن يوّصل لها لمبة في قبرها عندما تموت لمدة اسبوع حتى تعتاد الظلام و لن يكلفه هذا سوى جنيه و ربع... ليسخر هو منها قائلا.. و هل يجوز حساب الملكين شرعا فى نور الكهرباء؟؟


لم تتحمل نرجس فكرة ابلاغ ابنها سلامة الشرطة عن ابنها الاخر عبدالله.. لتسقط طريحة الفراش بعد موت سي البهي و يكون مرض الموت لترحل بعد ايام قليلة عن دنيانا في صمت... يدخل ابنها عبد الله ليفتح الباب على الجثة المسجاه على السرير لان اللمبة اتحرقت فى الغرفة و هو يعلم جيدا ان امه تخشى الظلام .. و يتركه مواربا


تبيع نرجس ذهبها و نحاسها كله - عندما يخرج سي البهي على المعاش مبكرا نتيجة خطأ بيروقراطي- الا عروسة نحاسية واحدة من السرير التي كانت تعلق عن طريقها الناموسية.. تنسى امرها بالسنوات ثم تعود تنظفها اذا وجدتها بالصدفة .. لتذكرها بالزمن الجميل


سي البهي الذى كان مسئول في هيئة البريد منذ ثورة يوليو عن توصيل الخطابات.. يسقط عن الموتوسيكل نتيجة ضعف نظره لتكسر الفسبة و يأخذها منه الكومسيون الطبي و يعطيه شهادة مرضية ... التى تصبح بداية المشاكل بالنسبة له.. نقلوه للكادر الكتابي الذي سوف يقلل من مرتبه نتيجة الغاء بدل التحرك بالفسبه .. وبالتالي معاشه سيقل عما كان متوقع و منظم عليه بقية حياته... بعث شكاوي الى طوب الارض حتى وصلت الى رئيس الجمهورية...يناشده بأن يرفع الظلم الواقع عليه لانه من الذين ساهموا فى انجاح ثورة يوليو حيث كان يتعرف على خطابات الظباط الاحرار المرسلة لكافة طوائف الشعب لانها واحدة فى الشكل و يأمر مساعديه بأن يحافظوا عليها و لا يبلغوا عنها و يرسلوها كل خطاب الى وجهته..فقط كان يناشده برد الجميل على استحياء..حتى وصل به الامر الى التخلي عن كبريائه و اعطاء شكواه الى مرشح انتخابات مجلس الشعب عن الحزب الواطي المنحل و هو يدري جيدا أنه لن يفعل له شيئا لحل مشكلته.. اصابته بالزهايمر في اواخر ايامه ..فلم يعد يتذكر ما تحكي عنه نرجس رفيقة دربه.. حتى وجدت جسده ممدد على الاريكة المتهالكة عند عودتها هي و عبد الرحيم و السحبة فى يده و يرتدي الجونط الذي كانت تسلمه له المصلحة عند الشتاء بعدما ذكرته هي به عند نزولهما من الميكروباص


أما جارهم أبو حنان الذي وجد بريزة ملقاة امام مكان سجوده و هو يصلى جماعة فى المسجد.. ليأخذه و يضعها في جيب جلابيته ليراه البهي و عبد الرحيم و ينظران لبعضها حسرة على الزمن الجميل ... أبو حنان بطل مشهد دخيل في الفيلم ان بعض الاسلاميين السلفيين ينادوا عليه من امام بيته لينزل لهم فينهالوا عليه ضربا لكيلا يمتنع مرة اخرى عن صلة لفجر فى المسجد حتى بحجة المرض.. هذا المشهد كان دخوله قاطع للسياق العام للفيلم و كأنما تم حشره.. كل همه فى الدنيا العربية 128 التى تحتاج لعمرة ليجد يوميا عجلاتها و هي فارغة ليتهم احفاذ نرجس بأنهم من يقوموا بتلك الفعلة الشنعاء..فيكتشف اخيرا ان ابنه صاحبة دكان البقالة هي التى تقوم بذلك يوميا بدون انقطاع شغفها


الفيلم اكثر من ممتاز في رأيي ... يماثل بصورة ممتدة المفعول سماع اغنية طعم البيوت لمنير

جدران بتحضن بعضها جوه منها قلوب كتير

و ابواب بتقفل ع الجنانيني و الوزير

شباك موارب من وراه واقفة الصبايا

قضوا النهار فى الوقفة قدام المرايا

اسرار كتير عدد البيوت في الشوارع

طب ليه ميبنش غير اللى يطلع منه صوت

صوت اللمة لما تحلى ساعة العصاري

تفتح مزاد على الحب تلقى الف شاري

شاهد بيشهد من البداية للنهاية

و كل ركن في قلبه يحكيلك حكاية

و كفاية لما بتلاقيه فاتح دراعه بيناديك

و يقول تعالى فى حضني ده انت واحشني موت






Saturday, May 07, 2011

كليك

من المفترض أن أكون جالسة الان لكتابة التعديلات التي طلبها الدكتور المشرف على رسالة الماجستير...سحقا للماجستير و للتعليم كله.. هذه الرسالة لا تريد أن تنتهي لتخفف عني حمل همها


أريد اختراع زرار داخلي مثل الذي يوجد فى تلك الصورة ... أضغطه فيتم عمل مؤازرة ذاتية تلقائية لي فلا يضيع وقتي في متاهات الاحباط و الضيق تارة و الملل و الاحساس بمرارة الروتين تارة أخري


كليك...ما أسهل ان تحل جميع مشاكل المرء بضغة على بضعة ازرار .. منتهى السرعة و السهولة مع قليل من اللا آدمية و لكنها مفيدة حقا اذا ما تغاضينا عن رنة اسمها السلبية على مسامعنا


الاكئتاب مفيد حقا ... يجعلك تدور حول نفسك أولا محاولا اكتشاف مكمن الخطا .. أهو داخلك أم فيمن حولك أم مزيج من الاثنين؟؟


اكثر ما يدهشني فى اكتئابي أن أسبابه متعددة لدرجة اننى اصبحت غير عابئة باكتشاف اسبابه الجديدة في كل مرة .. يكفيني اسباب المرة السابقة ..لأحاول معالجتها اولا ثم ابحث عن اسباب جديدة تستعصي علي معالجتها


أمي تخبرني مرارا... انتى ملولة يا ايمان .. ملولة لدرجة مخيفة.. تقولها و هي متوجسة من رد فعلي كالعادة.. قديما كانت ردود فعلى عنيفة فادخل معها في مناقشات حامية لا تنتهي محاولة اثبات خطأ زعمها .. لكنني الآن اسمع في صمت.. احاول تشتيت انتباهي عن كلامها كيلا تتغلب عليّ طبيعتي القتالية فادخل في ناقشات فائدتها الوحيدة انها تزيد اقتناعها انها على حق و اننى اكابر


هل سأصبح جاحدة لنعم ربي اذا ما قلت انني اتمني ان تكون الحياة اسهل قليلا... اعلم ان كثيرين يتمنوا ان يعيشوا مثلما أعيش الآن و كثيرين يشحذون ألسنتهم لمواجهتي بأننى اتبطر (هل تكتب هكذا ؟) و لكن لن يمنعنى هؤلاء من البوح بما يعتمل داخلي.. أعلم ان كل شئ نسبي حتى السعادة ... لكن صوت الطفلة الهشة داخلي ما زال يصرخ بحماسة الاطفال في الطلب .. ان الحياة يمكن ان تكون الطف من كونها الان


أنتي مسئولة عن منزل الآن و من المفترض ألا افكر بطريقة فردية ... هذه الكلمات توترني كالقط في القفص ..الخوف من قدوم طفل لاسرتي يغلب على تمني مجيئه


أريد أن أعيش شهرا كل عام اتعلم فيه الا اخذل نفسي في كل ما أطلبه منها .. ثلاثون يوما كل ثلاثمائة و خمس و ستين يوم... اظنها صفقة عادلة..اربت على كتفي و أقول أنتي لها يا ايمان... أشعر النبرة فيها بعض السخرية .. لكني ابتلع شعوري في صمت


اشفق عليك كثيرا من الايام القادمة يا عزيزى.. و على نفسي أيضا





Wednesday, May 04, 2011

ما بعد الثورة

بعدما قمنا بالثورة لتغيير النظام
أصبحت في أمس الحاجة الى أن أقوم بثورة تصحيح داخلية
لم أكن أتخيل أن تغيير الواقع من حولي أسهل بكثير من تغيير الواقع الداخلي
ربما لأننى لم أكن أحلم أن يصبح التغيير واقعا
فكنت أتخيل أن تغيير الملموس أسهل ألف مرة من تغيير المحسوس
لكن الثورات لا تهدى للشعوب مجانا
فماذا اذا كنت لن أطيق دفع الثمن





Sunday, May 01, 2011

لأنني لا زلت أنا






لأننى لا زلت انا .. كلما ضاقت بي سبل الكلام . أتجه للكتابة


اللعنة على الذاكرة حينما تطفو الذكريات على السطح لتغرق الحاضر


اللحظات تتآكل أثناء حدوثها فتمسي الصورة ضبابية و الرؤية مشوشة


ظاهرة الفلاش باك ... تتكرر بصورة تجعل من العسير التمييز بين الحقيقة و الوهم