عجبت كثيرا لأمر البشر .. يستنكرون على الانسان التمسك ببقايا آدميته و انسانيته و يطالبونه بالتخلص من تلك الاسمال التي تضعفه على حد قولهم بأسرع ما يمكن
يستنكرون مشاعر الحزن .. على أساس أنه اعتراض على أمر الله حينا ( و كأنهم لا يعلمون قول الرسول ص عند موت ابنه إبراهيم : إن القلب ليحزن و إن العين لتدمع و إنا على فراقك يا ابراهيم لمحزونون ) و حينا يريدون اقناعي اننى اقوي من ان تهزمني بعض العبرات .. رجاءا لا تتكلموا بما لا تفقهوا .. لم أطلب منكم ان تساعدوني و تشدوا من أزري .. كل ما طلبته هو أن تتركوني و لا تكونوا كالدابة التي قتلت صاحبها
ما بالهم يعتقدون بضعف الانسان الذى يبكي عندما يتألم .. ما هو الانسان القوي فى وجهة نظرهم ؟؟؟ أهو الذى لا يشعر بما يكفي ليحزن أم هو الذى يرتدي قناعا جيدا من الصلابة فى جميع الاوقات و يخشى التخلي عنه في أى وقت كيلا يفضح نفسه أمامهم و تظل صورته المتماسكة في كل وقت ظاهرة للجميع
اعتبر النوع الأول .. هو نوع من تخلي البشر تدريجيا عن خواصهم الانسانية التي يتميزون بها عن بقية الكائنات و شكرا لست أريد التخلي عن آدميتي بهذه البساطة
اما النوع الثاني فاعتبره مزيجا من الضعف و النفاق بعدما مارسته لفترة ليست بالقصيرة ... أعتدت في فترات طويلة ارتداء مثل هذا القناع .. اعطي انا الابتسامات المشجعة للجميع .. و أضحك و أسمع للآخرين وقت ضيقهم ولا أملّ أو أشكو من هذا .. فجميل ان تساعد انسان و ترى ابتسامة تضئ وجهه بعد نظرات اليأس و الاحباط
و لكن .... مهلا ... أخبرتني أحدى صديقاتي فى ذات مرة كنا جالستين فيها سويا و لم أهتم بارتداء ذاك القناع وقتها .. بانه تنطبق عليّ جملة كانت قد قرأتها لحد الكتّاب المشهورين تقول : لا تعجب حين تري على الوجه بسمة وفي القلب أحزان فالأرض على ظهرها وردة و بداخلها البركان
وجدتني أنهار داخل نفسي تدريجيا .. و كأني بخلت بمشاعر الاحتواء و التعاطف على أقرب مخلوق لي .. على نفسي.. كنت في داخلي قد أقمت نوع من الجستابو على المشاعر ... ليس مسموح لي بان أحزن او اتضايق أو ابكي .. لأننى أقوى من هذا .. منطق سخيف حقا
أتعلمون .. مضت فترة عليّ كنت قد فقدت الشعور تجاه أشياء كثيرة .. لم تعد تهمني نفس الاشياء التي كنت أحبها في الماضى و تساوى عندي كل شئ .. و كأني امسيت روبوت متحرك و ليس انسانة ... كانت فترة كالبركة الراكدة .. كلما القي فيها حجر .. أختفت الدوامات الناتجة عنه فى البركة في ثوان ليهوي الى القاع .. حتى أمتلأ القاع بأحجار كثيرة .. كثيرة حتي لم استطع عدّها
لست أشعر الآن بالخجل عند بكاءى أمام الاخرين ... أعتبر نفسي غاية فى القوة اننى أعبر عما بداخلي بصدق بغض النظر عما اذا كان الآخر على استعداد لقبوله أم لا ... أنفجر في البكاء وقتما يحلو لي ... أطهر نفسي و انزع الأحجار من البركة بدلا من أن اختنق .. اكسب العلام باسره و اخسر نفسي .. كلا .. لم أعد تلك البلهاء التي يهمها مظرها أمام الناس بغض النظر عما تشعر به في داخلها
نظرية التغيير من الخارج الى الداخل تلك نظرية فاشلة ... يجب ان ينطلق التغيير من داخلك ...من قلبك من ارادتك الذاتية .. فكلام الاخرين أنك الاقوى و الافضل و .... و كل هذا الهراء لا معنى له اذا كنت محطما في داخلك .. تهدي الازهار للجميع و بداخلك أرض جرداء ميتة ... صدقني ففاقد الشئ لا يعطيه .. حتى لو استطعت ان تمنحه في فترة .. فلن تستطيع الاستمرار .. لأنك لا تملك ما تريد منحه ... أفقيوا من وهم الصلابة و لا تترددوا في أن تمارسوا ضعفكم البشري بحجة أن الآخرين لا ينتظرون منكم ذلك
فكروا قليلا في انفسكم كما تفكروا طيلة الوقت في كيفية ارضاء الآخرين .. كونوا أنفسكم و لا تكونوا صورة لا معنى لها لما يريد الآخرون أن يروه
تحياتي
2 comments:
استمعي فقط لكا يمليه عليه ضميرك و صوت انسانيتك
هم فقدوا انسانياتهم و صاروااشباحا ...نصيحة لك لا تشربي من النهر
لقد حاولت ان اكون مثلهم و لكني تدريجيا فقدت استمتاعي بالحياة , و ان فقدتيه فلسوف تفقدي اهم ما يميزك عن بقية المخلوقات ... انا سعيدة بعوودتك :)
فعلا يا عزيزتي
كل الحق معك
هم صاروا اشباحا و انا لا زلت اريدنى الانسانة التى اعرفها
شكرا لك
Post a Comment