Friday, August 15, 2008

محاولة لممارسة الفعل: أحيا

كنت أنوى ان اكتب عن محمود درويش و ناجي العلى رحمهما الله

و لكن أجلت الموضوع قليلا .. و لا تسألوا عن السبب

مر الان حوالى 3 شهور منذ الاستقالة ... أعمل مؤقتا فى صيدلية احدي اعز اصدقائي ثلاثة ايام فى الاسبوع احاول الا اجد بابا الا و اطرقه فى موضوع البحث عن شركات للادوية تقبل عملى فيها داخل المصنع و خصوصا بعدما وضعت عنوان الرسالة مع الدكتور المشرف الى يفترض ان يتم تطبيقها على قسم الكوالتى كنترول باحد مصانع الدواء... مشرف الرسالة دكتور عبد الحميد جعفر احترمه كثيرا رغم انى اختلف عنه فى بعض وجهات النظر فى الناحية الحياتية الا انه يجبرني على احترامه بسعة علمه .. كان لواء بالفنية العسكرية قبل تقاعده

مممم .. ماذا افعل الان بجانب امتحانات الماستر امتحنت مادتين و باقي ثلاثة سيتم امتحانهم ان شاء الرحمن قبل رمضان ... بجواري على المكتب مرجع للاحصاء كانت اختى تدرس فيه فى كلية التجارة ... احتاج لدراسة الاحصاء بتمعن حيث ان معظم الرسالة يعتمد عليها بجانب كتب الالماني حيث اننى بدأت منذ عدة اسابيع ان احاول استعادة مهارتي البسيطة فى اللغة الالمانية و الزيادة عليها ان استطعت ... و ايضا اعمل كالمناضلين على التعامل مع برنامج ميني تاب للرسم البياني الاحصاء لدرجة انى بدأت اشك باصابتي بالعته المنغولى بسببه .. و للاسف سأنزل مع ابي فى الفترة القادمة لاستعادة خبرات القيادة و ليرحمني الله من يد ابي الطائشة

لا يسألني أحد عن كتب الثقافة العامة ... فلم اكمل الكتابين اللذين استعرتهما من مكتبة المعادي منذ شهر الى الان ... اشعر اننى فى فترة لا مجال للثقافة البحته فيها .. اكتفي بما اقرؤه من مقالات توشك على اصابتي بالضغط و ضيق التنفس المزمن فى الجرائد اليومية على النت... اتخذت قراري منذ فترة على الا تكون معيشتى فى مصر نهائية مصممة انا و هو على ان تقل مدة حياتنا في مصر الى اقصر فترة ممكنة لذلك فسأتخذ من فترة الكمون التى اعيشها الان مرحلة لتقوية نقاط ضعفي الى اقصى حد استطيعه.... اشعر بأني لا احتمل هذه الحياة هنا .. لا تعامل هنا بأن يحترموا انسانيتك و لكن باستغلال اى فرصه لتشويه الانسان داخلك ... ارفض ان يعيش اولادي الذين هم في علم الغيب فى بلد تعشش فيه رائحة الفساد كرائحة الموت في المقابر

ربما تحسنت حالتى النفسية قليلا عن الفترة الماضية لا ادري ما السبب ... ربما بسبب تلك الايام الروحية التى احاول الا اهدرها عبثا من قراءة قران و زيادة استغفار .. لربما بسبب محاولة تأهيلى نفسيا للاستعداد لرمضان لكيلا اشعره يتسرب من بين اناملى كرمضان الماضى

تعلمت فى هذه الفترة رغما عن انفى معني كلمة الصبر عند البلاء ... كنت ارددها كثيرا و لكني اكتشف كل يوم كم كنت حمقاء فى اليوم الماضى ... لربما اوهم نفسي بأني اعرف ما تعنيه الكلمة من كثرة ترديدها و لكن عن بدء ممارستها عمليا .. تشعر و كأنك تلميذ بليد يحاول استكشاف الاحرف الاولى من كلمة الحياة

عجولة كما اعلم و الكل يعلم ايضا ... اضيق عندما اجد ان الوقت الذي احسبه نظريا لتحقيق طموحاتي قد ازدادت فترته دون تحقيق اى شئ .. كان الجنون يصيبني فلا استطيع النوم ليلا من كثرة التفكير ... الان علمت معني الايه : لكيلا تأسوا على ما فاتكم و لا تفرحوا لما اتاكم .. صدقت يا الهي

في اثناء المحن عرفت من هم اصدقاءى حقا ... من اهتموا بالسؤال علي رغم تقصيرى فى حقوقهم فى بعض الاحيان الا انهم لعلمهم بحالتى النفسية السيئة يغفرون لي فلا املك الا ان اشكر ربي على نعمة اصدقاءي .. مرام و نهي و ايه و اميره و خلود و حسام و محب و عبد الله و محمد عطوي و محمد عطية و عامر و حازم و احمد رأفت والعزيزة نورا رغم انها منذ فترة لا اعلم اخبارها الا انها فى خاطرى دائما ... كلهم عدا نورا و احمد رأفت بالمناسبة من اصدقاء الكلية ... لقد صدقت نظريتي ان صداقة الكلية تكون اطول الصداقات عمرا و اقواها رابطة

اما هو ... فلا املك الا ان احمد ربي حمدا كثيرا على نعمته التي انعم علي بها رغم احساسي بأنها اكثر مما استحقه .. ثوراتي التى لا تنتهي .. نفسيتى المتأرجحة .. اكتئابي الشديد ... بكاءي بسبب و بدون ... كل عواصفى تذوي و كأنها لم تكن امام قلبه الحنون فأدامه الله خير معين لي

أتراها ضاقت علي وحدي ؟ اسأل نفسي اوقات اليأس هذا السؤال و اعود لانتشل نفسي من خواطرى السوداء لعبثية الحياة .. و استرد يقيني بالحكمة الالهية من وراء هذا كله ... اللهم احمدك على كل قضاؤك و جميع قدرك حمد الرضا بحكمك لليقين بحكمتك

اللهم انك تعلم سرعة يأسى

و قلة صبري و عظم ذنبي

و جرأتي عليك و اغتراري برحمتك

لكنك

عظيم كريم حليم ودود عفو غفور قدير رحيم

فلا أجد امامي الا انا اعود اليك سائل

راغب في رضاك , امل فى عظم فضلك

و مزيد بركتك و زيادة نعمتك

فلا تحرمني اياها بما قدمت نفسى

و انعم علي بما انت اهله

تحياتي للجميع

3 comments:

Moustafa` said...

بوست جديد طال انتظارنا له
تفوح منه روائح عده أكثر ما اعجبني فيها إصرار ورضا
الله استقرار كمان ف الحاله النفسيه
ربنا يخليلك يور هو
ويخليكوا لبعض يارب ويباركلكوا
حياتك تجيدين رسمها بعبقريه
لكن ماذا عن التنفيذ
ربنا يوفقك لكل خير .بسمتع بمذاق سطورك انتي بالفعل : تحيين
سلام ودمتي بكل الود

Mahmoud البطراوى said...

ما يجعلنى اعشق بوستاتك هو اننى اظن انك تعلمتى الفلسفه من الحياه

وبخصوص الدعاء فى اخر البوست دعينا نقول اللهم امين

MaMaDo said...

تحياتي الي روح المحارب الكامن داخل جسد الفتاة التي أتعلم منها فنون القتال في الحياة. لك هدف مثل هدفي ألا وهو "لن أذهب من هذه الحياة دون ترك بصمة ما" حتي و ان كانت تلك البصمة كلمة غيرت من حياة شخص. ولكن, ينبغي أن تأخذي في الحسبان بعض النقاط أهمهاأن الحياة ليست عادلة علي المدي القريب و أحيانا ليست عادلة علي الاطلاق, مما قد يترتب عليه- و غالبا ما يحدث ذلك- اصابتنا باحباطات متتالية وبالتالي حدوث نتؤات نفسية قد يصعب اصلاحها. جل ما أبتغيه هو أن تلاحظي سلامتك النفسية أثناء المعارك و ترك فترات للعق الجروح و مراجعة النفس بين معركة و أخري ووووو و لامؤاخذة علي الكلام الكبير دة و معلش اني ما عدتش بقالي مدة عشان كنت متشحطط في القارة السمراء.