Thursday, December 15, 2011

في انتظار العضو الثالث لاسرتنا


بعد حوالى الشهر سينضم لاسرتنا فرد جديد بإذن الله ..تجربة حملي و لله الحمد لم تكن سهلة على الاطلاق .. حالتى مع القيئ المستعصى أول 4 شهور من الحمل و المستشفى و العناية المركزة و شبح الاجهاض و توقفى عن تكملة الماجستير الى الان و فصلى من عملى بسبب اجازاتي المرضية -شركة واطية- ... الحمد لله على مرور تلك الفترة الصعبة على اى حال

تنتابني مشاعر مختلفة حيال هذا التحول :) لا انكر اننى اشعر بترقب المرحلة القادمة من الامومة .. بخوف ألا استطيع ان اؤدي واجبي كاملا تجاه هذا القادم الجديد....بقلق الا استطيع ان اكمل رسالة الماجستير بعد الولادة و اشارك ابراهيم فى ادارة شركتنا الصغيرة

اقرأ لجنيني القرآن ... احاول ان ادخل معه فى حالة من الهدوء النفسي بعيدا عن القلق الذى اعانيه بين جوانحي خوفا من تاثير الادوية التى اتناولها بسبب حالتى الصحية عليه .. أخاف عليه من كل شئ ..ادعو دائما : ربنا هب لنا من ازواجنا و ذرياتنا قرة اعين و اجعلنا للمتقين اماما ... أريد أن اربت على جنيني فألمس بطني باطراف اصابعي اتحسسه ... اراقب حركته بشغف و تعب في ذات الوقت

اشفقت و لا زلت اشفق على ابراهيم .. احتمل مني خلال الفترة الماضية و لا زال مالا يمكن احتماله ... حقا معدن الانسان يظهر وقت الشدة

أريد ان اخبر القادم الجديد .. اولا ان يسامحني اذا كنت لم استطع تناول كل المقويات المفترض اخذها اثناء الحمل بسبب معدتي .. و انى اتمنى ان يكون طفلا هادئا و لكني بالطبع لن اغضب اذا جاء شقيا مثل ابويه .. اريده ان يرحم ضعفي انا الاخري لا ادري كيف و لكني اكتب كي يقرؤه فى يوم من الايام .. و اننى اتمنى ان يشبه اباه فى طباعه و لا يشبهني .. اياك أن تأخذ عني عصبيتي يا صغيرى و لا تأخذ طريقتي فى التعبير عن غضبي .. أريدك أهدأ بالا و أكثر قناعة و رضا بقضاء الله

الله بجانبي ... أستشعر هذا فى مراحل حملى .. فى اثناء بكاءى وحيدة فى حجرة الرعاية المركزة الباردة و اثناء صراخي و الممرضة تحاول البحث عن وريد لا زال يصلح لتركيب المحاليل .. يا رب أعلم انك لن تخذلني .. و اعلم ان معاناتي مع حملى لا تقارن بمعاناة نساء اخريات و انك كذلك كريم ودود .فاستجب لرجائى و دعائي يا ربي و سامحني عن اوقات ضعفي فانت رب المستضعفين ولا تكلني الى نفسي طرفة عين او أقل من ذلك

ربما ألدك يا صغيري فى 25 يناير القادم .. لا احد يعلم .. اريد ان تخرج الى الحياة فى اثناء احتفالنا بالسنة الاولى لثورتنا ... في مثل هذا اليوم منذ عام كنت انا و والدك عند نقابة الاطباء نهتف عيش حرية عدالة اجتماعية .. أو ان الدك يوم 28 يناير يوم جمعة الغضب .. يوم من اجمل ايام حياتي .. سرنا انا و ابوك و خالك و اصدقائي من مسجد رابعة الى التحرير .. كانت لحظات لا تنسى يا صغيري .. سأخبرك بها حالما تستطيع الادراك

تعلمت ان انظر لامي بطريقة مختلفة ... بعدما شعرت بمعاناة الحمل و صعوبته .. اصبحت اشفق عليها اكثر .. لن اقول احبها اكثر فحبها يزداد في قلبي كل حين .. لكنى اخيرا ادركت ان تكوين اسرة و المثابرة لكي تقدم كل ما تستطيعه لانجاح افراد هذه الاسرة امر ليس بالهين على الاطلاق.. أعتذر لكي عن كل ما بدر مني و اغضبك .. دعيني أقبل يديك الواهنة يا امي

أريد أن اخبرك ايضا عن ابيك ... اخبر اباك انك بالتأكيد ستحبه اكثر مني .. لا ادري هل لانه احن مني ام اكثر قدرة على سبر اغوار النفس الانسانية و تفهمها و تقييمها .. لانه سيحتويك اكثر مني ... لانه اهدأ مني :) ربما ساظل اكتب و لن انتهي في ذكر صفاته الاجمل مني باعترافي

أشترط عليك من الان يا وليدي ان تحفظ القرآن فى صغرك كأبيك , و ان تتدبر معانيه و تعمل به دوما ..سأجاهد معك كي احفظ عهدي .. لكني أريد منك انت السعي وراء ذلك

أحبك و لتكن دوما في رعاية الله و حفظه



No comments: