Thursday, September 06, 2007

التخلي عن البالطو الأبيض ...في سبيل الحلم 1



أستغرقت وقتا طويلا هذه المرة كي اعود للكتابة .. كانت الايام السابقة تسير كأمواج بحر هائج .. بلا انقطاع يوم يليه يوم آخر
عدد ساعات النوم تقل تدريجيا دون أن اشعر ... لا باس عجلة الحياة تطحني في رحاها مرة أخرى
متبقي لي جلستين كي انتهي من كورس العلاج الطبيعي الذي بدأته من حوالي شهر كامل .. تعلمت فيه الصبر و الادب و اشياء عدة ساذكرها لكم في بوست منفصل لاحقا
أتعلمون ... لقد دخلت كلية الصيدلة بكامل اقتناعي اذكر ان امي كانت تريدني ان التحق بكلية الاعلام لكن عشقي للكيمياء و الفيزياء كان الاقوى.. كنت قد قرات و انا في السنة الاعداداية بالكلية عن أن صناعتى السلاح و الدواء هما أهم صناعتين يؤثرا في مصير الامم
فازداد اقتناعي وقتها بان اختياري كان سليما .. لا اريد ان اكون على هامش الحياة ... اشعر ان القدر يخبئ لي مفاجات عدة
و تخرجت من الكلية .. كنت قد كتبت بوست منذ عدة اشهر بعنوان .. من غير ندب و لا زلت العق الصبر أتحدث فيه عن حالتى المعنوية بعد التخرج .. و كانت نفسيتي في أسوأ حالتها .. الواقع يكون أشد مرارة من كل التخيلات المسبقة لديك
كنت اريد تكملة دراساتي العليا في مجال الفارماكولوجي أو البيو تكنولوجي على وجه التحديد ... أعلم اننى اعشق العلم كعشقي للفكر و الادب .. أخبرني زميل لي ذات مرة أننى شخصية لابد ان يحدث توازن في عقلها بين مساحة العلم و الادب كيلا تشعر باختناق و صدقت مقولته حقا
بالمناسبة كنت قد رسبت في مادة فى التيرم الاول فى بالوريوس لأول مرة في حياتي :) لم أن ادري وقتها معنى اننى سأذاكر مادة امتحنتها مرة أخرى و خصوصا كانت المادة الوحيدة التي اخذت فيها كورس خارج الكلية و اكثر اوقات مذاكرتي التهمتها بجدارة
فضيحة على مستوى العائلة سببت لي ضيقا شديدا .. ليس بسبب المادة بقدر ما كان رد فعلهم عنيفا.. كيف ستتخرجين ايتها الفاشلة بعد زملائك بعدة اشهر تمتحني مرة اخرى فى شهر سبتمبر يالا الهول .. لكن أتدرون ..لم تتغير طبيعة احلامي لأننى تعلمت أن اثق في قدراتي العقلية .لا زلت وقتها اريد تكملة دراساتي العليا و أحاول الالتحاق بجهة بحثية و هكذا
ثم كانت على التيرم الثاني بالسنة النهائية تحديدا في شهر يونيه صدمة من نوع اخر على مستوى حياتي الشخصية.. طبعا كانت الفترة ما بين شهر يونيه الى شهر سبتمبر وقت امتحاني الدور الثاني من اشد فترات حياتي في قسوتها النفسية... نالت من صحتي و اعصابي كثيرا و لكني تجاوزتها و الحمد لله
لست أعني بمعني التجاوز أن الامور التي سببت ضيقي قد سقطت من ثقوب الذاكرة ..لكني امتحنت المادة و نجحت و لله الحمد و بدأت امارس حياتي كخريجة عادية ابحث عن مجال يشجعنى على الاستمرار فيه
بداية .. قررت العمل في صيدليات فى المناطق الشعبية .. أريد ان اشعر بادني طبقات الشعب .. التحم معهم ... اعيش مشاكلهم و اسمع لهم .. بعيدا عن مناطق المعادي .. عملت في صيدليات بالبساتين و بفايدة كامل و بالسيدة زينب ثم اجهت الى العمل بصيدلية في احد الميادين الراقية فى المعادي .. كنت قد نلت كفاياتي من خبرة الصيدليات في المناطق الشعبية و لا زالت هناك العديد من الادوية الغالية و المستوردة التى لا افقه عنها شيئا .. في هذه الاثناء عرض عليّ صديق صحفي أن اعمل في قسم التحقيقات في جريدة البديل تحت رئاسة خالد البلشي بجانب عملي فى الصيدلية سعدت جدا و وجدتها فرصة لاستثمار حبي فى الكتابة و هكذا ... تقدمت لعمل المقابة مع خالد .. و ققمت بعمل تحقيقين احدهما عن سوق الدواء و الاخر عن تلاعب فى احدى الشركات .. لكني وجدت نفسي لم استرح للعمل .. لماذا
لأن نوعية كتاباتي تتجه الى الاتجاه التحليلي و النقدي و ليس مجرد نقل خبر أو واقعة حدثت .. كما ان صحتى لن تحتمل مجهود المكوث في الشارع اغلب اليوم للحصول على سبق صحفي مثلا .. رأيتنى ان تلك الوظيفة لا تنفع شخصية تميل الى الانطوائية قليلا مثلي
المهم تركت العمل بالبديل ... عندها عرذض عليّ احد الاصدقاء الاخوان العمل بنقابة الصيادية كملحق اعلامي و اتابع موقع النقابة و الاشتراك في تحرير مجلة النقابة .. بعدما اشتكرت فى تحرير عدد سابق مع زميل اخر بنجاح و لله الحمد
لم ارى مانعا من التجربة .. النقابة صباحا و الصيدلية مساءا .. و لست من النوع الذي يخاف المغامرة قليلا و خصوصا في سن الشباب الذ انا فيه الآن
عملت بها لفترة ... اكثر ما ضايقني اننى لم اكن اعرف ما طبيعة عملى تحديدا ... او job description
و اكره ان اعمل بوظيفة ضبابية المهام ... المهم حدثت لي واقعة مع الامين العام ... عاملني باسلوب اقل ما يقال عنه انه قليل الذوق امام العاملين بالنقابة .. اعترض اعضاء مجلس النقابة على طريقة معاملته وكذلك لجنة الشباب .. و لكن كالعادة لم يحدث فى النهاية شيئا .. و طالبوني بالعودة .. فرفضت ... المسألة الوحيدة التي لا اقب النقاش فيها هي أن اشعر ان كرامتي قد اهينت من اي كائن كان
لم اعد اليها و انا مقتنعة اننى لم اخسر شيئا ... كانت تجربة و فشلت و انتهينا
مممم كنت لا زلت اعمل بالصيدليات ...لم تعجبني تلك الوظيفة كثيرا لاننى شعرت ان عقلي توقف عن العمل .. مجرد اسماء ادوية مع بعض الاستشارات الخفيفة من حين لاخر و المهم شيفت ايراده عالي و فقط
ألح عليّ والدي ان اذهب لعمل مقابلة في شركة ميديكال ريب .. مع علمه بانني أرفض تلك الوظيفة رفضا قاطعا منذ ان كنت فى اولى كلية .. لكننى لاجل خاطره ذهبت ونجحت و تم تحديد ميعاد لبدء تدريبي لأكون مسئولة بعدها عن منطقتي حلوان و المعادي
لم اذهب بالطبع ... رجعت الى والدي و اخبرته .. اننى اكره العمل بالدعاية و التسويق كالعمي .. لا اطيق ان اقضى يومي في محاولة اقناع الاخر بشراء منتجي ... يغووووووووووور .. هذه كانت كلمتي وقتها
ثم جاءت موضوع التكليف .. و جائتنى فرصة بعد أن زهدت تماما فى مجال العمل بالصيدليات أن اشتعل في احدي شركات الادوية الحكومية .. قلت لا باس على الاقل ساوفر لنفسي مكان لعمل ابحاث الماجستير ... كنت اريد قسم الابحاث أو قسم ادراة الجودة .. كان هذا المجال يعجبني بعد مناقشة مع صديق لي عنه و عن انه يناسب شخصيتي و طبيعتي
المهم وجدت نفسي قد تم تعييني في قسم الانتاج في قسم السوائل .. لأجد مالا عين رأت و لا اذن سمعت هناك
التكملة في الجزء الثاني.. تعبت يداي من الكتابة


3 comments:

Unknown said...

المشوار هايكون ممتع

اذا زادت صعوباتة

الطائر الحزين said...

أقترح أن تغيرى العنوان الى هموم خريج

هكذا الحياه وهكذا كبدنا فيها

اما عن مسمى الوظيفى الهلامى هذا يكون من كثرة المهام

بارك الله فيك وسدد خطاك ووفقك لما يحب الله ويرضاه لك وليس ما تتمنية فقط

هنا تسكن روحي said...

"من إزدادت ثقافته إزداد بؤسه"

ربنا يوفقك والإنسان عمرة ما هايعيش متخبط ترميه الرياح أينما إتجهت

و علي فكره نفس الشعور يحس به أشخاص كثييرين لكنه يختلف حسب تفكير كل منهم
وما الحياه إلا مجازفه كبيره
دا رأيي ربنااااااااااااا معاكي