Sunday, October 29, 2006

نعيب الزمــان و العيب فيــنا

بعدما قرأت آخر التطورات لما يحدث من انفلات اخلاقي في البلد هذه الايام سواء في القاهرة او في المحافظات كما جاء في مدونة تخاريف مع تصاعد طريقة التحرش الى كشف الاعضاء الذكرية للفتيات
و قرات ما وقع في يدي من تعليقلات و تحليلات لشخصيات ذي انتماءات فكرية مختلفة
و بعد استثناء حالات التشنج و الصراخ و السباب المعتادة في شعوب البحر المتوسط
بدأت في استخلاص وجهة نظر اكثر شمولا بعد اضافة وجهات النظر المختلفة لتتضح الصورة قليلا بغض النظر عن مدى اتفاقي او اختلافي معهم
سنبدأ سريعا بعرض اهم وجهات النظر التي قراتها
شمس الدين : ترى انه من ضمن اهم الاسباب التي ادت لذلك ثقافة الاستمراء بمعنى تزييف الحقائق او محاولة تجميلها مثل تغيير الكلمات من الزنا الى علاقة غير شرعية و من الخمور الى المشروبات الروحية و ما الى ذلك في محاولة لجعل ممكن تقبلها لدى المجتمع و المجاهرة بالمعصية بحيث اصبح الشاب يباهي بتعدد علاقاته النسائية في محيط معارفه و الاقتباس اقذر العادات من الغرب دون تفكير عما اذا كانت تصلح لنا ام لا
ارحم دماغك : يرى ان فكرة الوازع الديني ليست بمجرد لبس الحجاب من عدمه و انما بتطبيق النظام الاسلامي بشكل متكامل ثم نرى النتيجة وقتها
عمرو مجدي : يرى ان تشجيع ثقافة البلطجة من قبل زبانية النظام الحاكم و الدافع الاجرامي لدي الفاعلين هما اهم الاسباب عملا بمقولة اذا كان رب البيت بالدف ضاربا فشيمة اهل البيت الرقص
روبابيكيا : يرى انه حصاد لما يشعر به الشباب الان من قهر و كبت و حرمان و شيوع ثقافة المظهر و النفاق هم اهم الاسباب و ان كل جيل يحصد ما زرعه الجيل الذي يسبقه . حتى ان الجيل القادم لن يحصد سوى بعض القاذورات من مستنقع الاوساخ هذا ابتلينا به
شهروزة : ترى ان السبيل الوحيد للخروج من هذا النفق المظلم هو السعي الى تغيير انفسنا و الآن لأن الاعتماد على الغير في ذلك من ساكني القصور العاجية ابدى فشلا ذريعا قاعدة ابدأ بنفسك التى بح صوتنا فى اقناع الناس بها
ميت : يرى ان اعلامنا الفضائحي و الحالة الاقتصادية المتردية للبلد مع النظام الاجتماعي الفاسد و شيوع الحركات المستوردة التي تسعى لهدم كيان المجتمع و هويته هم اهم الاسباب
ماك : صمم على أن شيوع مفهوم ما ليس لي يستحل تخربيه بين فئات الشعب من اهم الاسباب. فالفتاة لا تمت لك بصلة لذا فلا بأس من أن يتم التحرش بها و لكن لا ارضى بذلك ابذا اذا تم عى احدى قريباتي. ذلك المنطق المتناقض الذي غلب على تفكير العوام
احمد المصري : كتب عندي تعليق في المقال السابق انه يرى ان انتشار ثقافة الهيصة على حد قوله او نظرية سرب القطيع في محيط الشباب من ضمن الاسباب التى ادت الى هذا. تعطيل ما يسمى بالمخ و التحول الى مجموعة من النعاج اصبح سمة غالبة لدينا

هذه تقريبا كانت اهم الاراء المعروضة
اريد ان اوضح نقطة معينة . فقد عاب عليّ بعض الاصدقاء استخدامي غالبا في تعليقاتي لاسلوب التحليل العقدي ( اى عرضه من وجهة النظر الاسلامية ) فليست كل الامور على حد قولهم تتم معالجتها بتلك الطريقة
بغض النظر عما اذا كنت اعتبر حجر على حرية التفكير لا اقبلها و لكن دعوني اقتبس جزءا من مقالة
لدكتور لطف الله خوجه يقول فيها عن هذا الموضوع
هناك رأي يفيد: بأن كل إنسان هو متدين، يتصرف ويتحرك وفق اعتقاد كامن. وأن التدين غير محصور في العقائد الروحية؛ سماوية (= الإسلام. اليهودية. النصرانية)، أو وضعية (= بوذية. هندوسية. مجوسية)، بل في المادية (= الشيوعية. الرأسمالية. العلمانية. الديمقراطية. الليبرالية.. إلخ)كذلك.
ولإثبات هذا الرأي أو نفيه علينا أن ننظر في: معنى الدين، وتاريخه.
- معنى الدين.
الدين في اللغة هو: الخضوع. وبهذا المعنى فكل إنسان متدين، بغض النظر عن صحة الدين من عدمه. والعلة: حاجته إلى غيره، لعدم استقلاله بقضائه حوائجه. وبهذا فإنه يلجأ إلى من يعتقد فيه القدرة على العون؛ ليقدم له الخضوع، طمعا في التفاته وعونه. فيكون الخضوع في صورة الطاعة المطلقة، والموالاة والمعاداة فيه، والسعي في تحقيق أهدافه، واتخاذ قوانينه ومبادئه أسسا للبناء والانطلاق.
وهكذا لا تجد أحدا، إلا وهو بهذه المثابة، حتى اللاديني الملحد؛ شيوعيا كان أو غير ذلك.. حتى الديمقراطي، والعلماني، والرأسمالي.. كل هؤلاء متدينون بمبادئهم ولمبادئهم؛ لأن معنى التدين (= الخضوع) موجود فيهم، لا ينكر هذا أحد.
فالتدين على معنيين: عام، وخاص.
- فأما العام فهو الخضوع لعقيدة ما، سواء كانت روحية (= سماوية، أو وضعية)، أو مادية.
- والخاص هو الخضوع لعقيدة روحية سماوية، أو وضعية.
فالحاصل أن الدين - بالمعنى العام - هو المحرك للجميع؛ في تصرفاتهم المرتبة، المخططة، ليست العابرة. فكل نشاط مرتب يراد به الاستقطاب والهيمنة على الآخرين، إنما هو صادر عن عقيدة، سواء كانت: ديمقراطية، أو علمانية، أو شيوعية، أو رأسمالية.. أو يهودية، أو نصرانية، أو مجوسية، أو هندوسية، أو إسلامية؛ سنية، أو شيعية. لأن الإنسان لا يتحرك إلا بعقيدة كامنة، تخطط له أهدافه.
وبهذا يعلم خطأ من يقرر وجود أحد يصدر في خططه المرسومة، واستراتيجياته المحددة، عن غير عقيدة يدين بها خضوعا، تتمثل في إيمانه بها، وسعيه في نشرها، وإزالة كل ما يعوقها. إلا أن يقصد العقيدة والدين بالمعنى الخاص، فنعم. ليس كل أحد يصدر عن عقيدة سماوية، أو ديانة وضعية.
وفي المحصل: فإن من لم يصدر عن عقيدة وتدين خاص، فإنه يصدر عن عقيدة وتدين بالمعنى العام. فلا فرق إذن فالجانب العقدي - بنوعيه - حاضر في جميع هذه النشاطات والتصرفات. و هذا هو تلخيص ردي عليهم
.
نعود الى موضوعنا فعندما ننظر الى الاراء السابقة سنجد ان كلها تصب سواء بطريق مباشر او غير مباشر في تشوه في الشخصية- التي عبارة عن مجموعة من السمات توجه سلوك الفرد و تتفاعل مع كل المحيط به لتشكل طريقته الخاصة في التعامل مع المتغيرات حوله- الذى ادى الى ارتكاب ما حدث
حسنا عن الدوافع التي تؤدي الى تحريض السلوك و توجيهه في اتجاه معين وهى ايضا مسئولة عن النزوع نحو التوازن في الشخصية هناك 5 دوافع رئيسية كما قرات في في كتاب عن الصحة النفسية لد. محمد مياسا ألا و هي حاجات فسيولوجية منها الجوع و العطش و الجنس و هي قاعدة هرم الدوافع و الحاجة الى الامن و السلامة و نرى انهم منعدمين في مجتمعنا حاليا و الحاجة الى المحبة و هي استعداد الانسان للتعاطف مع الاخرين بعدما استتب شعوره بالامن و اكيد بما ان الامن مفقود فالمحبة وهم كبير و الحاجة الى احترام الذات من الشخص نفسه و من الاخرين و نظرة واحدة على تعامل رجال الامن او الناس بعضها مع بعض و كمية الشتائم و خاصة الجنسية المعتادة في الحديث سنرى ان الشعور بالاحترام امسى من رابع المستحيلات في حاضرنا و اخيرا الحاجة الى اثبات الذات و توكيدها و هي تمثل قمة هرم الدوافع فكل منا يحتاج الى اظهار طاقاته الكامنة و يعبر عنها في عمل ما
أما العوامل المؤثرة في تكوين الشخصية حسب رأى علم النفس تحديدا رأي د. محمد مياسا الى 3 عوامل الا و هي : المحيط الطبيعي او الاقليمي أى تاثير البيئة الجغرافية و هذا لا يهمنا كثيرا الآن حيث اننا نلاحظ ان تلك الممارسات المقززة قد انتشرت في المدن و الريف على حد سواء و المحيط الاجتماعي او النمط الثقافي- و خصوصا للطبقة المعيشية التي ينتمي اليها الفرد فكلما قل الدخل زاد الاحباط الذي يؤدي الى العدوان- و يعني به طريقة المجتمع في حياته بكل مظاهرها و يدخل في ذلك المفاهيم الاخلاقية و العادات و القانون و طريقة التعامل و العقيدة السائدة و المحيط الثالث هو الثقافة الشخصية للفرد او خبراته الذاتية التي تؤثر في طريقة تفاعله مع الذي يحيط به
اذا اعتبرنا ان المحيط الثالث ايضا هو مسألة نسبية الى حد ما لا نستطيع ان نستخدمها فى الحكم المطلق على هؤلاء المسعورين مع اننى اظن ان المعظم منه ينال ثقافته الشخصية من خلال الاعلام الفاسد عبر وسائل الاعلام المختلفة مع تعمد تجميل المفاهيم المرفوضة لدى المجتمع لمحاولة تقبلها كما قلنا من قبل .. نوع من انواع تخدير الوعي و محاولة
دس هذه المنكرات داخل مجتمعنا
فسيكون امامنا ان المحيط الاجتماعي هو الذي يحتل النسبة الاكبر في التشويه الحادث و عملا بقاعدة ان لكل فعل رد فعل مساو له فى القوة و مضاد فى الاتجاه .. نجد انه اذا ما ألقينا نظرة على المحيط الاجتماعي سنجده موبوءا بعدة امراض مستعصية .. او لنقل انه تغير عن الماضي الى الاسوأ كثيرا مما اثر سلبيا على شخصيات الجيل الحالى
ننظر الى الماضي نجد الشاب يستحي اذا ما اقدم على فعل شئ يغضب المجتمع و يحاول ان يداري فعلته كيفما استطاع . لكن الآن كما قالت شمس الدين اصبحت ثقافة المجاهرة و المفاخرة بالمعصية هي السائدة تحت مسمى التطور أو الحداثة فالمفاهيم الاخلاقية تم اصابتها في مقتل و تهميشها بشكل لم يسبق له مثيل فأصبحت الفهلوة و تليف الضمير حاليا هما اساس النجاح .. في حين ان القانون لم يعد يملك نفس الهيبة في النفوس كما كان قديما .. و اصبحنا نجد من البلطجية من يخاف منهم افراد الامن و يأبوا ان يتعرضوا لهم مهما فعلوا .. قرأت عدة حوادث في جريدة المصريون عن ذلك : الاهالي يستغيثون بالشرطة لانقاذهم من البلطجية و الشرطة تخاف ان تتعرض لهم هربا من بطشهم !! الشرطة في حد ذاتها تستعين بهم في المظاهرات و الاعتصامات لهتك الاعراض و فض التجمعات على حد قول عمرو مجدي. فلا نندهش اطلاقا من تفاقم الدافع الاجرامي في النفوس .. و ابسط دليل على هذا معدل جرائم الاغتصاب بشكل لم يسبق له مثيل .. حتى مع رفع العقوبة و لكن تحدي القانون اصبح السيمة الغالبة
اضافة الى ان الاحباط في علم النفس هو الدافع الاساسي للعدوان لدى الشخص .. نلاحظ بالطبع ان كم الاحباط سواء على المستوى الاقليمي مما يحدث داخل البلد و تفشي البطالة و ظروف البلد الاقتصادية السيئة و انقراض معظم الطبقة المتوسطة التي تعتبر ميزان الامة اما الى الطبقات الفقيرة جدا أو الى الغنية جدا . فالهبوط الى الفقر و انهيار الاحلام على صخرة الواقع بالتوازي مع الغلاء المتصاعد في كل شئ يجعل الشاب يشعر و كأنه ميت حي . حتى من تحولوا للغنى الفاحش .. لم ينجح ارتفاع مستوى معيشتهم و وجود الاموال بين ايديهم في انقاذهم من الاحباط . حيث ان اباء هذا الجيل معظمعم من رجال اعمال ظهروا في فترة الانفتاح الاقتصادي فى السبعينيات و تحولوا الى مجرد آلة لجمع المال بغض النظر عما اذا كان هذا بالطرق التى تضر بمصلحة الشعب و الوطن مجرد مصاصي لدماء الشعب .. فكسب المال بأسهل الطرق اصبح شعار الجميع و مبدأ الغاية تبرر الوسيلة اصبح عرفا سائدا فلا تنتظروا من هؤلاء الاباء ان يغرسوا في نفوس ابنائهم قيم الكفاح و عدم تناسي الاخرين و اعتبارهم حشرات يجب سحقها .. فينشأ عن هذا جيل مرفه و لكنه ينعدم على الوازع الاخلاقي و الى وجود هدف في الحياة من اساسه سوى اشباع ملذاته الخاصة و تدريجيا ينعزل عن الشعب الى جزيرته الخاصة يتحولوا الى مجرد آلة لصرف الاموال .. و على المستوى الدولى مما يحدث الان في الدول العربية الشقيقة و فشلنا في احتواء الازمات الحادثة مما أدى الى تصاعد الشعور الداخلي بالقهر و العجز و انعدام الحيلة
.
أما حديثنا عن الدين و تأثيره أولا يجب ان نفهم ان هناك فرقا بين الاسلام ألا و هو القرآن الكريم و سنة الرسول ص الصحيحة و هو معصوم عن الخطأ و بين الفكر الاسلامي المستحدث المتغير بتغير الزمن و الخاضع لعوامل تطورية و قابل للخطأ و الضعف .
لأننى لاحظت ان كثيرين يعلقوا ما يحدث على شماعة الدين ذاته .. فيقولوا رمضان شهر النفاق او الدين هو احد اسباب التخلف و هذا في رأيي تزييف للحقائق .
اعلم ان الخطاب الاسلامي الحالي يركز في الاغلب على العبادات و يهمل العقيدة الى حد ما مما يؤدي الى اهمال الفهم العقلاني المستنير للاسلام و ايضا تضاءل اهمية فقه الواقع لدى بعض الشيوخ مما يؤدي الى اصدار احكام غير مناسبة لتنفيذها بحكم ظروف المجتمع تؤدي الى النفور من الدين و رحم الله الامام الشافعي حين قال : من أفتى الناس من بطون الكتب أضلهم . و ايضا تقلص الاهتمام بفقه الخلاف مما جعل الناس احزابا كل لشيخ معين و ينعتوا المخالفين لهم بالخروج عن الملة و نسوا انهم يجتمعون قبل اى شئ تحت راية الاسلام .
عندما ننظر الى حال المتدينين نخطئ اذا ظننا ان النظرية القائلة بان كل محجبة ملاك على قدمين و كل غير محجبة شيطانة لها اساس من الصحة – مع التأكيد على ان الحجاب فرض من الاساس على المسلمات و تمت مناقشة هذه النقطة باستفاضة فى المقال السابق- هناك انماط مختلفة للمتدينين اذا اردنا ان نكون وجهة نظر صائبة كما يقول
د. محمد المهدي : مثلا هناك التدين العاطفي و النفعي و التطرف و المرضي و الدفاعي و التفاعلي و السلوكي و التصوفي و اخيرا التدين الاصيل ( رجاء قرآءة المقال كاملا) في رأيي ان اخر نوع هو النوع الذي يعبر حقا عن شخصية المسلم السويّ و كما يقول الدكتور في نهاية مقاله : ربما يسأل سائل كيف نفرق الأنواع المرضية من الأنواع الصحية في الخبرة الدينية؟ وللإجابة على هذا التساؤل نقول: إن هذا الأمر ليس سهلا في كل الأحيان ولكن هناك صفات عامة تميز التدين المرضي (أو المنقوص) نذكرها فيما يلي:تضخيم قيمة اللفظ على حساب المعنى، وإعلاء قيمة المظاهر الخارجية للدين على حساب المعني الروحي العميق للدين، وإعاقة النمو النفسي والاجتماعي والروحي، واعاقة التكامل الشخصي والانشقاق بين ما يبديه الشخص من مظهر ديني وبين ما يضمره من أفكار وأحاسيس والميل للاغتراب بعيدا عن حقيقة الذات والتعصب والتشدد خارج الحدود المقبولة شرعا، وتضخيم ذات الشخص وتعظيمها والرغبة في السيطرة القهرية على فكر ومشاعر وسلوك الآخرين ثم الرفض الصلب والعنيد لأي رأي آخر مع القدرة على تحمل المناقشة الموضوعية.وأخيرا تحقير الذات وما يستتبع ذلك من الميل إلى السلبية والهروب من مواجهة الواقع .

و لا يستطيع احد انكار العلاقة بين الايمان و الصحة النفسية و افضل كلام استدل به هو كلام
الدكتورة ليلى أحمد الاحدب التى تقول في مقالها : أكد هايكو إيرنست على أنه تبدَّى من خلال عدد متزايد من الدراسات وجود تأثير وثيق وإيجابي متبادل بين الإيمان/التدين والحالة الصحية؛ فمن يؤمن بإله خيِّر أو بأي قوة سامية أو حتى "بمجرد" معنى أعمق للحياة فإنه يتغلب على أزمات الحياة والمشقة (الإرهاق) والصراعات النفسية الاجتماعية بسهولة كبرى؛ فالإيمان يسهل وجود "إستراتيجيات تأقلم" فاعلة، وبالتالي فهو أقل تعرضا للأمراض النفسية والجسدية.
و ايضا
الدكتور عمر شاهين في مقاله بعنوان الاسلام و الصحة النفسية عندما يتكلم عن حاجتنا الى العقيدة.
و مما سبق نستنتج اهمية ايقاظ الوازع الديني و بالتالي الاخلاقي في النفوس كأحد الطرق لاستعادة التوازن النفسي.

و أخيرا .. الاعلام و سطوته على العقول و هو يؤثر فى كلا من الثقافة السائدة فى المجتمع و الثقافة الذاتية للشخص .. أرى ان اعلامنا المبجل حاليا يرفع شعار : بل في بئر زمزم تشتهر . لا تترك وسيلة للاجتراء على المقدسات بدعوى الحرية . منذ عدة ايام نشرت بعض الصحف اقوال مهينة في حق امهات المؤمنين و الصحابة رضى الله عنهم جميعا و ارضاهم و هم قدوتنا بعد الرسول ص بحجة نقضهم . حتى العذر قبيح بعض الشئ فللنقض اصول و قواعد لا يمكن التغاضي عنها .
اسرع وسيلة للشهرة حاليا هي التنكيل بالدين و استيراد ثقافات زائفة في محاولة لعمل نسخة من حياة الغرب عندنا ( اعني هنا ثقافة الدعارة و المجون و تهميش الدين في حياتنا ) . لا اعلم ما العلاقة مثلا بين التحرر من الملابس من ينادوا بالاقلاع عن الحجاب و منعه لانه سبب التأخر و التخلف و بين التحرر العقلى من قيود الموروثات العقيمة التى لا تمت لديننا بصلة .

كمية الاباحية و التلذذ بعرض الاجسام العارية لدى شباب لديه طاقات مكبوتة و محروم من ممارسة ما يشاهده بفعل
الظروف . اكيد ستفضي الى كارثة كما شرحنا من قبل .

ارى ان كل تلك العوامل تقريبا لها يد فيما حدث .
فلا تعيبوا الزمن و العيب يكمن بداخلنا . فليبحث كل منا عن مكمن الخطأ بداخله و يتخلص قليلا من وهم العصمة من الخطأ الذي يلازم الشخصية العربية . كما قالت شهروزة فليبدأ كل منا بنفسه . هذا جرس انذار لنا بان الامور لم تعد تحتمل السكوت و التغاضي عنها . ربما يحدث هذا بعد ذلك لامك او لاختك او لابنتك . رجاءا سئمت من مشاهدة المعظم يجرون خلف فكرة اصلاح العالم و بداخلهم خراب . لا تعتقدوا ان هناك احد منا يمكن استثناءه أن يكون سببا فيما حدث . كم منا اتته لحظة يستطيع فيها مثلا ان ينشر و لو معلومة تهذب النفوس في محيط من يعرفهم و تخاذل . ليقف كل منا مع نفسه و يبدأ في محاولة رؤية ذاته بمنظور مختلف . عذرا للاطالة . اسال الله الاخلاص في القول و العمل .

9 comments:

Anonymous said...

اتخيل مجموعة من الشباب فى جروب و كل واحد منهم متخم بالثقافة الجنسية ليست التى تأتى من بلاى بوى او الأفلام الأباحية انما تاتى له فى عقر داره على مدار الساعة فى قنوات مثل ميلودى و زووم الى اخره.
شباب يدرى و متأكد تماماً من شيئين، اولهما انه عمرة ما حيتجوز و ثانيهما انه محدش حايعمله حاجة.
فى مصر ام الدنيا اعمل ما تشاء طالما انك بعيد عن ما يغضب النظام، ما عدا ذلك فأفعل ما شئت. لعل اغلبكم لاحظ ان شعار الشرطة قد تغير من الشرطة فى خدمة الشعب الى الشعب و الشرطة فى خدمة الوطن.
ما هو الوطن؟ المواكب ؟؟ الناس الكبيرة؟؟
مصر الأن بلد علمانية بتصريح نظيف و هى اصبحت كذلك فعلاً بدليل الأصوات الشامتة فى البنات المحجبات الآتى انتهكن مع الغير محجبات.
الفرق بين مصر و امريكا ان الشعب اصبح منحل و لكن فى مصر، منحل بدون رقيب ام هناك، فى بلاد العم سام، الشعب منحل و قد يفعل اى شىْ و لكن ما يمنعه هو القانون الصارم جداً.
فى يوم من الأيام، لم نكن نحتاج هذا القانون الصارم جداً لأنه كان داخل قلوب الناس، فى ايمانهم، ام الآن، و قد خبا هذا الوميض الأيمانى و انعدم القانون الصارم يمكن لأى شخص ان يفعل ما يريد.
انتعش و اطرب يا شعب مصر المنحل، انت الأن فى اوج انتصاراتك و تألقك.

اللهم ارفع همك و غضبك عنا

إيمــــان ســعد said...

وجهة نظرك للاسف سليمة للغاية
اقول للاسف و انا متحسرة على هذا حقا

تعودنا اننا عندما نأخذ اى شئ من الغرب فأننا نترك افضل الامور و نأخذ اقذرها

أصبت .. الكل يفعل ما يشاء ما دام لم يمس امن النظام

حسبنا الله و نعم الوكيل

شــــمـس الديـن said...

ننتظر عزيزتي بفارغ الصبر

مع خالص تحياتي :)

admelmasry said...

مستنيكي يا ستي

اما اشوف


انتي المرة اللي فاتت

مردتيش

انا مستني اهوة

Anonymous said...

الشباب عنده رغبات وماعندوش قيم ولا وازع ديني و حتى لو خايف من الأمن برضه حيعمل اللي هو عايزه على طريقة مانا باتبهدل باتبهدل وأما عن البنات وشرفهم فهم أكيد رأيهم أنا مافيش حد بيهتم بيا ولا بحقوقي واحتاياجاتي فلماذا أهتم أنا فلأشبع رغباتي و ليأتي الطوفان من بعدي

هي دي شريعة الغاب.......
ابكي .......فأنت في مصر

مفلس افندى الرايق said...

اللى حصل من تحرش ده كارثه ومصيبه كبيره لانها لو فعلا انتشرت هتبقى مصر ضاعت

انا كتبت عن الموضوع ده ومش عارف برضه اخرج ربع الغضب اللى جوايا

admelmasry said...

صراحه انا مندهش كل الاندهاش
لطريقة سرد الموضوع الموضوعية برغم ما يبدو من انحياز

لوجهة النظر الاسلامية

انا كل ما افعلة هو ان ارفع قبعتي وانحني احتراما وتقديرا

رغم اختلافي علي المضمون

ولكن طريقة العرض الموضوعية البحته اجبرتني علي الاحترام


انا وجهة نظري البسيطة السجية جدا
والتي لا ادعي يها اي علم او تعلم

اننا شعب منغلق متقوقع الثقافات
حتي وان يبدو للبعض اننا في عصر حرية الاتصالات
او العولمة

فهناك كثير من الكتب والقراءات ممنوعة الدخول لمصر .. وذلك خوفا من تغير اسلوب التفكير السطحي الذي يعم البلاد

وقعت البلد فريسة من اكثر من خمسون عاما تحن براثن الفقراء المحرومين

فنهبوا فيها وجعلوها تنذف بلا رحمة ولا شفقة فباتت تتسول الان

لا اجد صراحه تفسيرا منطقيا دا حجة قوية مثلك

ولذلك ساضع شيئا في فمء واسكت

طبعا انا الوحيد اللي يقول علي نفسة كدا وغير مسموح لاحد بالتريقة

Unknown said...

حلوة حكاية
اكتب رأيك واجري
انا بقى صعيدى
هاكتب رأيى واقف عليه
زى القتيل يعنى
ربنا مايجيب قتيل
الحكاية ببساطة
زى موضوع فيلم ديل السمكة
يعنى مصر يعنى زي السمكة
وطول يا بنتى
ما راس السمكة
ما هو فاسد
هتنتظرى إيه من باقى السمكة

إيمــــان ســعد said...

مصطفى
فليقم كل منا دولة الاسلام في قلبه لتقم على ارضه
نبرة اليأس تلك دعك منها

مفلس افندي الرايق

ازور مدونتك لارى تعقيبك على الاحداث
و شكرا لايجابيتك

ادم
:)
وجهة نظرك جديرة بالاحترام حقا
و رجاءل اتضع شيئا في فمك لتغلقه
نريد ان نتكلم جميعا كي نحاول الخروج مما نحن فيه
نتكلم دون ان نخشى في الحق لومة لائم

ابو امل
نظرية راس الافعى التي تؤيدها بشدة شمس الدين

فعلا نظرية على جانب كبير من الصواب

تحياتي لكم جميعا